عن خير الدعاء عند الله تعالي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” رواه الترمذى، وفى الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر”لا إله إلا الله” وأيضا من الفضائل هو كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه، فقد روى ابن أبي الدنيا عن علي رضي الله عنهما أنه قال ” ليس يوم أكثر فيه عتق للرقاب من يوم عرفة، فأكثروا فيه أن تقولوا اللهم اعتق رقبتي من النار، ووسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الإنس والجان” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
“ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء” رواه مسلم، وقال ابن عبد البر رحمه الله وهذا الحديث يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي الملائكة بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم، وأخرج مالك في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب” ولنحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق فيه وقبول الدعاء ومنها الإصرار على عدم التوبة والوقوع في الكبائر والذنوب، والرجوع إلى المعصية بعد انقضاء الطاعة والاختيال والكبر.
لما أخرجه البزار والطبراني من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ما يُرى يوم أكثر عتقا ولا عتيقا من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختال ” والمختال هو المتعاظم في نفسه المتكبر، حيث قال الله تعالي فى سورة لقمان “إن الله لا يحب كل مختال فخور” ومن فضلها أيضا أنها خير أيام الدنيا على الإطلاق فقد أخرج البزار من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أفضل أيام الدنيا أيام العشر” وفي العشر أعمال فاضلة وطاعة كثيرة، ومنها الإكثار من الأعمال الصالحة والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالي منه في بقية العام فقد أخرج البخاري والبيهقي واللفظ له من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
” ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء” وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى” قيل ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال “ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” رواه الدارمي، ولهذا كان السلف أحرص ما يكونون على اغتنام هذه الأيام، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه “رواه البيهقي والدارمي.عن خير الدعاء عند الله تعالي