قصة

قد شغفها حبا

جريدة موطنى

قد شغفها حبا  

( الجزء الثاني )

بقلم ناريمان همامي                   

   تنفست شذى بعمق و قالت :” إسمعيني جيدا و فكري مليا في ما سأقوله , أنا حزينة عليك بصدق أنا لا أرغب في أن أراك تذبلين جراء حبك لأخي الذي لا يعلم به فهو يراك فقط مثلي أخته لا غير يؤلمني ما تشعرين به و ما تمرين به أنا لا أقول لك هذا الكلام حتى تغضب مني أو تتذمري كعادتك و لكن هذه حقيقة لا يمكن لنا أن نزيفها أو نخبيها هو لا يعلم بحبك له و لو كان مفضوح ما تشعرين به تجاهه لكنه يتغبى في بعض الأحيان و أخر مرة أخبرني بأنه يراك مثل أختي و هذا ما جعلني أخبرك بهذا الحديث , فلنركز على دراستنا و للنسى موضوعه كما أنه يرغب في الزواج من زميلة له في العمل لذلك يا صديقتي و إن أوجعك كلامي وآلمك يجب عليك أن تنسي محمد و تدفني حبه و تركزي على دراستك و سيكتب الله لك العوض.” أكملت شذى حديثها و غادرت و جيهان لم تتحرك قيد أنملة كأنها شُلت أو تغوص في بحر من الأفكار تتلاطم أمواج كلمات شذى على حوافي شاطئ الوعي حتى تفقه و تصدق ما سمعته و دون سابق إنذار قامت و توجهت تتوضؤ و ٱفترشت سجادتها و أخذت تصلي و أول مارفعت لتكبيرة الإحرام إنفجرت ببكاء مرير أكملت صلاتها و صارت تدعو الله قائلة :” اللهم إن قلب من أحب بين يديك تقلبه كيفما تشاء اللهم أنزل على قلبه حبي و إجعلي مكانا فيه .” جمعت شتات نفسها فقد شعرت براحة بعد صلاتها فهي تعلم أن الله من يرزقنا و أن الحب و الزوج الصالح رزق فدعت الرزاق بأن يرزقها حبه, توالت الأيام و جيهان منشغلة بدراستها فقط و صلاتها حتى شذى استغربت سر صمتها المطبق حتى أنها لم تعد تسأل عنه و لم تعد تنتظره و لما رأته أخر مرة تجاهلت وجوده و تابعت سيرها دون أن تلتفت له لكن شذى آثرت الصمت فهي تحترم خصوصية صديقتها كما ترى أن هذا هو القرار الصائب , أما على صعيد فمحمد كان يعلم بمدى حب جيهان له و هو قد إعتاد عليها و على سؤالها الدائم عنه فشذى تخبره دائما أن جيهان تحبه و تنتظره شتاء و صيف تحفظ تاريخ ميلاده وكل تفاصيله لكن هذه المرة قد تغير تصرفها معه و صارت تتجاهله فقرر الأتصال بشذى عله يستجدي أمرا طبع الأرقام على الهاتف و انتظر قليلا حتى أتاه صوت شقيقته مهللا فسلم و استأنف قائلا:” أنا بخير , أرغب في أن أتحدث معك و لو كذبت سيكون عقابك شديدا .” أحست شذى بجدية الموضوع و صارت تتذكر هل فعلت شيئا يستحق غضب أخيها فأضافت :” لن أكذب عليك لأني لا أحبه و ليس خوفا منك بل خوف من الله تفضل .” أعجب محمد بماقالته شقيقته فهو يعرف كرهها للكذب :”كيف حال جيهان ؟” استغربت شذى لكنها قالت :” بخير الحمدلله أول مرة تسأل عنها ماذا يحدث؟” _لا لم يحدث شيئ , أريد أن أعلم لماذا تغيرت حتى أنني لم أعد آراها في منزلنا منذ فترة فقد كانت تزورنا دائما . _ اممم إنها مشغولة بالدروس و المراجعة فقد إقتربت الإمتحانات . _ أشعر أن هناك أمرا آخر هيا أخبريني بكل ما تعلمينه . _ لقد سمعتك آخر مرة عندما كنت تتحدث عن الزواج من زميلتك فقد أخبرتها أنك لا تحبها و يجب عليها أن تنساك فأنت تراها فقط أختا لا غير و هذا ما جعلها هكذا. _ ومن أين لك هذه المعلومة ” أني لا أحبها “؟ _تصرفاتك هي ما أخبرتني و كلامك مع أمي أكد لي ذلك , هي صديقتي و أنا أتألم لجرحها لكنها قوية و ستتغلب عن حبك و أنت إذهب و تزوج زميلتك . _ حسنا يا شذى عقابك شديد لأنك تجسستي على حديثي مع أمي إلى اللقاء . أغلق الهاتف و صار يتنفس بسرعة من شدة الغضب لاعنا غباء أخته و غباءه و خرج لا يهتدي سبيله غارقا في التفكير يبحث عن حل لهذه المشكلة ………. يتبع

قد شغفها حبا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار