المقالات

كاسيات عاريات.

جريدة موطني

كاسيات عاريات.

محمود سعيد برغش

كاسيات عاريات.
الان نري في كل مكان وايضا علي الشاشات عبر القنوات الفضائيه الا من رحم ربي. بنات. ونساء شبه عاريات
تحت مسمي هذه هي سنه العصر والحجاب ليس لا علاقه بأنها تحافظ علي نفسها أم لا. وايضا تقول إحداهن في نساء محجبات ولا يحفظن علي أنفسهن ومن الممكن تكون المرأه التي بدون حجاب افضل من المراه التي ترتدي حجاب وتقول إحداهن من الممكن تكون المرأه التي بدون حجاب تحافظ علي الصلاه أكثر من المرأه المحجبه ولكن اقول الحجاب شرط أساسي للمرأه الملتزمه وايضا يحافظ عليها من الفتن
هل سمعتم الحديث، يقول النبي ﷺ: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس يقال عنهم: إنهم الشرطة وأشباههم من الظالمين، الشرطة الظالمة ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.

المقصود: أن النساء الكاسيات العاريات أصل كما قاله المشايخ في تفسيرها، وأنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من شكرها، هذا أحد التفسيرات لها.

وقال آخرون من أهل العلم: معنى كاسيات، يعني: كاسيات ثياب رقيقة، ما تستر البشرة، عاريات في المعنى.

وقال آخرون في تفسير الحديث: معناه كاسيات بثياب قصيرة، لا تستر، كالتي تلبس الثياب التي إلى الركبة، أو إلى بعض الفخذ، أو إلى بعض الساق، وتكشف الرأس، كل هذه كسوة عارية، فلا تكون الكسوة كافية إلا إذا كانت ساترة للمرأة كلها، فالنساء الكاسيات العاريات هن اللاتي يلبسن لباسًا لا يسترهن، إما لقصره، وإما لرقته، وإما لضيقه -والعياذ بالله- حتى تبدو أحجام عورتها، هذه كاسية بالاسم، عارية في الحقيقة.

وأما مائلات مميلات، فهن المائلات عن العفة، مائلات عن الاستقامة إلى الفواحش والمنكرات، يعني مائلات عن الاستقامة والعفة والصبر على ما أوجب الله، إلى ما حرم الله من الزنا، والفواحش، والتهم، مميلات لغيرهن: مميلات للنساء الأخريات، يدعُنَّ إلى الفساد، ويعلمن النساء الفساد، ويشجعن على الفساد -نسأل الله العافية-.

في صحيح مسلم، وقد فُسر هذان اللفظان بعدة تفسيرات؛ أشهرها: ما ذكره ابن الجوزي في كشف المشكل حيث قال -رحمه الله-: وَفِي قَوْله: ((كاسيات عاريات)) ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: أَنَّهُنَّ يلبسن ثيابًا رقاقا تصف مَا تحتهَا، فهن كاسيات فِي الظَّاهِر، عاريات فِي الْمَعْنى. وَالثَّانِي: أَنَّهُنَّ يكشفن بعض أجسامهن، فهن عاريات، أَي: بَعضهنَّ منكشف. وَالثَّالِث: كاسيات من نعم الله -عز وَجل- عاريات من الشُّكْر. انتهى. ويدخل في معنى الحديث أيضًا: اللباس الضيق، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة، وتبرز ما فيه الفتنة: محرم، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ـ يعني: ظلما وعدوانا ـ ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ـ فقد فُسِّر قوله: كاسيات عاريات: بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة، لا تستر ما يجب ستره من العورة، وفسر: بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة، وفسرت: بأن يلبسن ملابس ضيقة، فهي ساترة عن الرؤية، لكنها مبدية لمفاتن المرأة، وعلى هذا؛ فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة، إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده، وهو الزوج. انتهى.
فأيما امرأة لبست الثياب القصيرة أو الشفافة أو الضيقة أو كشفت شيئا من جسمها أمام من لا يجوز لها إبداء عورتها عنده، فهي داخلة في هؤلاء النسوة الكاسيات العاريات في الدنيا، ومتوعدة كذلك بأن تكون عارية في الآخرة إن لم تتب، فقد روى البخاري عن أم سلمة قالت: استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فقال: سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا فتح من الخزائن؟ أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.

قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري: فربما عوقبت في الآخرة بالتعرية والفضيحة التي كانت تبتغي في الدنيا. انتهى.
وأما معنى الحديث الثاني: فقد ذكرنا المراد منه في الفتوى رقم: 4399، فراجعها.

لقد جاء فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن حال النساء المتبرجات المجانبات للستر والحياء أنهن يوم القيامة يؤخرن ويبعدن عن دخول الجنة، وأنهن يبقين عاريات في ذلك الموقف بعد أن يكسى أهل الإيمان والعمل الصالح.

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: – وذكر منهما -: نساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» وفي رواية للإمام أحمد: «العنوهن فإنهم ملعونات».

وفي رواية للحاكم: «سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر – أي السروج العظام – حتى يأتوا أبواب مساجدهم، نساؤهم كاسيات عاريات».

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح رواية مسلم: «تكشف عن بدنها إظهارًا لجمالها، فهن كاسيات عاريات، أو يلبسن ثيابًا رقاقًا تصف ما تحتها، كاسيات عاريات في المعنى».

وفي الحديث الذي رواه البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم: «رُب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة».

وقد وجَّه صاحب فتح الباري الحديث بعدة وجوه منها: أن تكون المرأة كاسية بالثياب ولكنها شفافة لا تستر عورتها، فتعاقب في الآخرة بالعُري جزاء على ذلك.

أو أن تكون المرأة كاسية جسدها، ولكنها تشد خمارها من ورائها فيبدو صدرها وثنايا جسمها؛ فتصير عارية، فتعاقب في الآخرة».

وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في وصف هؤلاء النسوة بأنهن: «كاسيات عاريات» وأيضًا: «مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة» وهذا إخبار عن شيء مشاهد في هذا العصر؛ كأنه صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عصرنا هذا، ويصفه لنا، فقد أصبحت في عصرنا هذا أماكن لتصفيف شعور النساء وتجميلها وتنويع أشكالها في محلات تسمى (كوافير) يتقاضون أغلى الأجور، وليس ذلك فحسب، فكثير من النساء لا يكتفين بما وهبهن الله من شعر طبيعي، فيلجأن إلى شراء شعر صناعي، تصله المرأة بشعرها؛ ليبدو أكثر نعومة ولمعانًا وجمالاً.

فينبغي على المرأة العاقلة المؤمنة أن تتأمل هذا الموقف العظيم والوعيد الشديد الذي سيجزه عليها خروجها عن الآداب الشرعية بلبس ثياب غير ساترة، ولتقارن وتوازن بين أن تلبس تلك الثياب العارية وتوافق الموضة وأهواء السفيهات وبين اللعنة في الدنيا والعري والفضيحة والخزي يوم القيامة ثم النار والعياذ بالله وحجبها عن دخول الجنة، في الحقيقة إنها موازنة غير متكافئة البتة.

ولا شك أن المؤمنة ستؤثر السلامة في دينها وآخرتها على أي إغراء كمثل هذا اللباس العاري.

كما لا يغرنك أختي المسلمة كثرة المتمردات على الدين والحياء في هذه القضية بالذات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أراه الله تعالى النار فوجد أكثر أهلها من النساء، كما ثبت بذلك الحديث.

ومن الملاحظ في حديث مسلم السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر من أسباب دخول هؤلاء النسوة النار سوى أمر اللباس والزينة والإغواء بمعنى أنهن كن مسلمات يصلين وعندهن مطلق الإيمان، ومع ذلك عذبن بالنار بسبب هذه الذنوب خاصة.

والله أعلم

كاسيات عاريات.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار