المقالات

لابد ان نزرع هذه الحقيقه في النفس

جريدة موطنى

لابد ان نزرع هذه الحقيقه في النفس   

بقلم / محمود سعيد برغش 

فإن للحياه نهاية مهما طال العمر أو قصر ، فسوف ياتي الموت لا محاله ولا تمنعه اي حصانه ولا يحميه أي حجاب و لا ترده الابواب فقال تعالى أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ﴾ [ النساء: 78] 

وقال تعالى كل نفس ذائقه الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار وادخل الجنه فقد فاز وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور 

اخي القارئ الكريم فلا لابد من استقرار هذه الحقيقه في النفس وهي حقيقه ان الحياه في هذه الارض مؤقته محدوده بأجل ثم تاتي نهايتها حتما يموت الصالحون ويموت الطالحون ويموت المجاهدون ويموت القاعدون ويموت المستعلون بالعقيده ويموت المستذلون للعبيد ويموت الشجعان الذين يأبون الظلم ويموت الجبناء الحريصون على الحياه باي ثمن الاهتمامات الكبيره والاهداف العاليه ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص.يموت الظالمون والساعوون حول منصب أو حكم الكل سيموت حتما 

 قال تعالى كل نفس ذائقه الموت 

 اي كل نفس تذوق هذه الجرعه وتفارق هذه الحياه لا فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعه من هذه الكاس الدائره على الجميع وانما الفاق في شيء اخر الفارق في قيمه اخرى الفارق في المصير الاخير  

وقال تعالى وانما تغفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار ادخل الجنه فقد فاز 

هذه هي القيمه التي يكون فيها الافتراق وهذا هو المصير الذي يفترق فيه فلان عن فلان والصاحب عن صاحبه والخليل عن خليله القيمه الباقيه التي تستحق السعي والكذب والمصير المخوف الذي يستحق ان يحصل له ألف حساب فقد  

قال تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنه فقد فاز ولفظ زحزحه بذاته يصور معناه بجرسه ويرسم هيئته ويلقي مثله وكانما النار جاذبيه تشد اليها من يقترب منها ويدخل في مجالها فهو في حاجه الى من يزحزح قليلا قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومه فمن امكن ان يزحزح عن مجالها ويستنقذ من جاذبيتها ويدخل الجنه فقد فاز ونج نجاح والدنيا إلا شد وجذب وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته وللنار جاذبيه اليست للمعصيه جاذبيه اليست النفس في حاجه الى من يزحزحها زحزحت عن جاذبيه المعصيه بلى هي زحزحتها عن النار اليس الانسان حتى مع المحاوله وليقظه الدائمه في العمل الى ان يتركه فضل الله فلا وهذه هي الزحزحه عن النار حين يدرك الانسان فضل الله فايزحزحه عن النار قال تعالى وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور اين انها متاع ولكنه ليس متاع الحقيقه ولا متاع السحر واليقظه انها متاع الغرور المتاع الذي يخضع الانسان فيحسبه متاعا او المتاع الذي ينشئ القرور والخداع فاما المتاع الحق المتاع الذي يستحق الجهد في تحصيله فهو ذلك هو الفوز بالجنه بعد الزحزحه على النار قيل لبعض الزهاد ما ابلغ العظات قال انظر الى الاموات يحملك ما الذي كان يبعثك ما الذي سرعك ما الذي عن الحلقه منعك ثم انصرف متفكرا في شانه متعجلا في امره اخي الكريم اخي الكريم اعلم ان الدنيا سوف تنتهي واعمل لما بعد الموت يا اما جنه وانا نار فان بعد الموت حياه حياه البرزخيه جميله تذوق فيها من انعام لم ترى مثلها في الدنيا واما نار اشد حرا ممن تراه في الصيف الذي تشتكي منه فيكون لهيبها لهيب لا علاج له اخي الكريم فان هذا وقتك فانك على الارض تمشي برجليك وتحرك اعضائك فجعلها في طاعه ولا تجعلها في معصيه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لابد ان نزرع هذه الحقيقه في النفس

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار