المقالات

الدكروري يكتب عن الأمل والوفاء بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الأمل والوفاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري

    إذا فقدت الأمل فتذكر هؤلاء الأنبياء الكرام عليهم وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام واعلم بأن الأمل هو الحياة، فنبي الله زكريا عليه السلام لا يفقد الأمل في الإنجاب حتى بعد كبر سنه وأصبحت إمرأته عاقرا فينادي ربه فيقول ” هب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا” فيستجيب الله تعالي له ويقول ” يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سميا” وهذا نبي الله أيوب عليه السلام ابتلاه ربه بذهاب المال والولد والعافية، ولكنه لم يفقد الأمل ؟ فينادي ربه فيقول ” أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” فيأتية الجواب من الله تعالي ” فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين”

    وهذا نبي الله يونس عليه السلام حتى بعد أن ابتلعه الحوت لم يفقد الأمل ” فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” فيأتية الجواب من الله عز وجل ” فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين” وإن الوفاء خُلق الكرام، به يسعد الفرد في الدنيا والآخرة وبه يعيش المجتمع في أمن وأمان فالحقوق محفوظة والأعراض مصونة والحب والتراحم يسود بين أفراد المجتمع وبه ينال المسلم رضا ربه ويهنأ بدخول جنته، وإن أمتنا الإسلامية هى أمة الوفاء رجالا ونساء صغارا وكبارا قادة وجندا حكاما ومحكومين في الحرب والسلم وفي الشدة والرخاء، فهو دين تتعبد الله به ومتى ما تنصلت هذه الأمة عن هذه القيم والمبادئ والأخلاق في علاقاتها مع بعضا البعض.

    أو مع غيرها من الأمم فأن سنن الله ستطويها وعقاب الله سيحل بها كما حدث للأمم السابقة، ولقد وصف الله تعالى من لا يوفي بعهده بالخسران، وإن من المسلمين اليوم من تجد تقصيرهم ونكثهم لعهد الله ورسوله، وتنكرهم لدينهم بارتكاب الذنوب والمعاصي ومخالفة أوامر الدين والتفريط في الثوابت والمقدسات وموالاة الأعداء والركون إليهم، وهناك من يتنكر لوطنه وأمته رغبة في منصب أو جاه أو مال أو هوى، وظهر الغدر والخيانة وضيعت الأمانات بين الناس في المعاملات والعلاقات بينهم وضعفت الأخوة بين المسلمين فسفكت الدماء وحلت القطيعة والهجران وساءت الأخلاق وإن السبيل للخروج من هذه الفتن هو أن نفي بعهد الله بتقوية الإيمان والبعد عن الشرك.

    وإقامة فرائض الدين وتزكية النفوس بالأخلاق الفاضلة ومراقبة الله والتطلع والشوق إلى جنته وأن نكون أوفياء لدينه، أوفياء مع بعضنا البعض، أوفياء للحق الذي نحمله، وقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم العهود، والعقود مع المشركين والنصارى واليهود، ووفى لهم بما تضمنته هذه العقود، دون أن يغدر بهم أو يخون، بل كانوا هم أهل الغدر والخيانة، ومن ذلك الوفاء بالكيل والميزان فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأن الله تعالى قال “ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعدوا فى الأرض مفسدين” فمن غش في بيعه وشراءه وسلعته فليس من الإسلام في شيء، وقال صلى الله عليه وسلم “من غشنا فليس منا”

    وكذلك الوفاء بالنذر فالمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد الله على أدائه، والنذر هو أن يلتزم الإنسان بفعل طاعة لله سبحانه وتعالى ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر، فيقول الله تعالى “يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا” ويشترط أن يكون النذر في خير، أما إن كان غير ذلك فلا وفاء فيه، ومن ذلك الوفاء بالوعد، فالمسلم يفي بوعده ولا يخلفه، فإذا ما وعد أحدا، وفي بوعده ولم يخلف لأنه يعلم أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان” متفق عليه.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار