مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن آداب وأحكام السلام

الدكروري يكتب عن آداب وأحكام السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن للسلام آداب جليلة بينتها السنة النبوية، ورغبت في تطبيقها وتنفيذها بدقة، تتمثل هذه الآداب فى تسليم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، وإن من السنة النبوية أن يسلم الصغير على الكبير وذلك لحق الكبير من التوقير والتكريم، وهو الأدب الذي ينبغي سلوكه، ويسلم الراكب على الماشي، حتى يحمل السلام الراكب على التواضع وعدم التكبر، ويسلم الماشي على القاعد، لشبهه بالداخل على أهل المنزل، ويسلم القليل على الكثير، لحق الكثير فحقهم أعظم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير” وفي رواية “يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد.

والقليل على الكثير” وقوله “والقليل على الكثير” أمر نسبي، يشمل الواحد بالنسبة للاثنين فصاعدا، والإثنين بالنسبة للثلاثة فصاعدا وما فوق ذلك، وقوله “والمار على القاعد” أشمل من الرواية التي قبلها بلفظ “الماشي” لأنه أعلم من أن يكون المار ماشيا أو راكبا، وقد اجتمعا في حديث فضالة بن عبيد بلفظ “يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم” وقال ابن حجر وإذا حمل القائم على المستقر كان أعم من أن يكون جالسا أو واقفا أو متكئا أو مضطجعا، وإذا أضيفت هذه الصورة إلى الراكب تعددت الصور، وتبقى صورة لم تقع منصوصة، وقد اجتمعا في حديث فضالة بن عبيد بلفظ “يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم” وقال ابن حجر وإذا حمل القائم على المستقر.

كان أعم من أن يكون جالسا أو واقفا أو متكئا أو مضطجعا، وإذا أضيفت هذه الصورة إلى الراكب تعددت الصور، وتبقى صورة لم تقع منصوصة، وهي ما إذا تلاقى ماران راكبان أو ماشيان، وقد تكلم عليها المازري فقال يبدأ الأدنى منهما الأعلى قدرا في الدين إجلالا لفضله لأن فضيلة الدين مرغب فيها في الشرع، وعلى هذا لو التقى راكبان ومركوب أحدهما أعلى في الحس من مركوب الآخر كالجمل والفرس، فيبدأ راكب الفرس، أو يكتفي بالنظر إلى أعلاهما قدرا في الدين، فيبتدؤه الذي دونه، هذا الثاني أظهر، كما لا نظر إلى من يكون أعلاهما قدرا من جهة الدنيا إلا أن يكون سلطانا يخشى منه، وإذا تساوى المتلاقيان من كل جهة، فكل منهما مأمور بالابتداء، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

والأدلة على هذا كثيرة، منها عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”الماشيان إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل” رواه البخارى، وعن الأغر المزني قال لي أبو بكررضي الله عنه “لا يسبقك أحد إلى السلام” وعن أبي أمامة رضي الله عنه “إن أولى الناس بالله من بدأ بالسلام” وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام؟ قال “أطوعكم لله” وإذا كان هناك ماشيان ثم حال بينهما حائل، كشجرة أو جدار ونحو ذلك، فإنه يشرع لهما السلام إذا التقيا مرة أخرى، ولو تكرر ذلك مرات وذلك لما رواه أو هريرة رضي الله عنه قال “إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه”

وفيه حث على إفشاء السلام، وأن يكرر عند كل تغيير حال ولكل جاء وغاد، وقوله “والقليل على الكثير” قال النووي هذا الأدب إنما هو فيما إذا تلاقى اثنان في طريق، أما إذا ورد على قعود أو قاعد فإن الوارد يبدأ بالسلام بكل حال سواء كان صغيرا أو كبيرا قليلا أو كثيرا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار