( نبض الصداقة سعادة.
)
إعداد / سلوى حجر
قلم الكاتبة السعودية ا / أ.سمية عبدالحليم السلفي
————————————————————
في دروب الحياة جمعتني رحلتي العلا بصداقة قيمة، قابلت صديقة لم أعهد لتصرفاتها مثيل من قبل ، لم أكن قابلتها قبيل ذلك وهي كذلك وأنا أُعتبر رفيقة صديقتها ، كانت قادمة من دولةالإمارات الحبيبة وعند أول لقاءٍ لنا صافحتني بشدة وقدمت لي هدية جميلة كجمال روحها باسمة سعيدة ، ارتبكت قليلاً قبل أن أقبلها فأنا حتى لم أعرف اسمها بعد ، لكن كان لاسمها وقعٌ جميل كجمال موقفها، فعندما عرفتني رفيقتي عليها قائلة : أهلاً سعاد هذه سمية …. أخذ الإسم يتردد داخلي وكأني لأول مرة أسمعه ..نعم إنه إسم عريق لكن ماجعل لكل حرف منه معنى جمال الموقف …رحبت بها وقلت :حياك الله ياسعاد ولي الفخر أن يبتدأ اسمينا بنفس الحرف ..
لم أنس تلك الضحكة الرنانة التي أطلقتها وسط المنتجع الهادئ وكأنها موسيقى خلابة تراقصت لها الأشجار حباً..
وهكذا حفظتُ للقاءات الأولى دروبها ، وعلمت بأن الإنطباع الأولي راسخٌ مهما عصفت الرياح بتلك الصداقة ، فحسن الأثر جمالٌ وأجر وكمال الصداقة ودٌ ووفاء …
انتهت رحلتنا وبقيت صداقة سعاد تراقصني شوقاً ، فكنت دائمة التواصل معها بالسناب وكان لها نفحةٌ جميلةفي رمضان فعندما كانت تقرأ القرآن تصور بعض الآيات وبالخط الأحمر ترسم على بعضها رسماً ، وكنت لطيب أثرها أقرأ كل تفسير لتلك الآيات العظيمة ، وإنها لمدرسةٌ في التعاملات بنهجٍ قويم أبيّ .
هكذا ظلت ذكراها نبضٌ ونفحٌ إيماني جميل يذكرني بالله أينما رحلت وأذكر عندما كنا بتركيا كانت شديدة الحرص على ستر شَعيراتي الفضولية التي تتدلى بدون إذن فلمستها لادخالها حباً أحفظ وده ماحييت ولعهود الإيمان في قلبها نبض صادق ..
تلك هي صداقة سعاد الإماراتية كرم يعلوه بهاء بارك الله خطاها وأثابها جزيل الأجر وأدام محبتنا على طاعته وجملها بأخير مايكون الجمال وجمعنا تحت ظل عرشه يوم لاينفع مالٌ ولابنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم وبلغنا منازل المتحابين فيه وأسعدكم بقراءة ماكتبت ودمتم بود .