المقالات

هديناه النجدين

جريدة موطني

هديناه النجدين
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
أولا :-
تفسير قول الله تعالى :-
( وهديناه النجدين ( ١٠ ) )
طريق الخير وطريق الشر .
هذا هو مراد النجدين الطريقين ؛
لأن الله جل وعلا بين لعباده #الطريقين :-
١- طريق الشر :-
الشرك والمعاصي
ونهاهم عن ذلك.
٢- طريق الخير :-
بين لهم طريق الخير التوحيد والطاعات.
ودعاهم إليه على أيدي الرسل ، والكتب المنزلة من التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن ،
وغيرها.
والهداية هنا بمعنى الدلالة.
كما قال الله تعالى :-
( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )
( ١٧ ) سورة فصلت .
يعني دللناهم ، وأوضحنا لهم الحق بدليله ، ومن هذا
قوله تعالى :-
( وإنك ) يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم محمد :-
( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله )
يعني ترشد وتدل ،
أما الهداية التي معناها التوفيق لقبول الحق ، والرضا به ،
هذه بيد الله سبحانه وتعالى لا يدركها الإنسان ، وليست في يد الإنسان ، وهي المراد في
قوله الله سبحانه وتعالى :-
( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء )
(٢٧٢ ) سورة البقرة ،
ليس عليك توفيقهم وإدخال الإيمان في قلوبهم هذا إلى الله سبحانه وتعالى ٠
ومن هذا قوله تعالى :-
( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )
( ٥٦ ) سورة القصص.
يعني لا تستطيع ذلك بل هذا إلى الله سبحانه وتعالى
، أما الدلالة والبلاغ والبيان هذا بيد الرسل وأتباعهم مستطاع ، وهو المراد في قوله
جل وعلا :-
( وهديناه النجدين )
يعني أدللناه وأرشدناه ،
وهو المراد أيضا في
قوله تعالى :-
( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ).
ثانيا :-
طريق الشر جزاءه النار :-
صفة النار:
إن نار جهنم في حرها ليست كنار الدنيا ولكن الأمر ليس كذلك فهي أشد فيحا .
وإنما نار الدنيا جزء قليل من جهنم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
“ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من جهنم
قالوا يا رسول الله
وغن كانت لكافية
قال :-
فإنها فضلت بتسعة وستين جزءاً”
[البخاري ومسلم]
بل إن شدة الحر التي نشكو منها في الدنيا،
ونتقيها بما نملك من وسائل التبريد والتلطيف إنما هي نفس جهنم تتنفسه،
كما أن البرد الذي نشكو زمهريره ورعشته إنما هو نفس جهنم.
قال صلى الله عليه وسلم :-
” اشتكت النار على ربها
فقالت
رب أكل بعضي بعضا
فأذن لها
بنفسين :-
نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير”
وقال صلى الله عليه وسلم :-
” أبردوا بالصلاة
فإن شدة الحر من فيح جهنم”
[البخاري مع الفتح]
أخي الفاضل :-
لو لم يكن في النار إلا هذا الحر لكفى به واعظاً ورادعاً عن المعصية.
فكيف والأمر أشد وأعظم
{ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى
نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}
(المعارج ١٥-١٦)
تشوه لحم الوجه وتنزع جلده فتفقده شكله وتسلبه حسنه.
إنها قعر مليئة بالخنادق المكفهرة والجبال الحامية العلية،
والحيات والعقارب والمقامع والغلال والأصفاد .
طعامها مرير وماؤها حار حميم وكلها ذل و مهانة وخزي و ندامة وحسرة تعض منها الأنامل ويود الكافر فيها لو كان تراب
{ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ* وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ *وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ }
(المعارج ١١- ١٤)
سلم يارب سلم
ثالثا :-
طريق الخير جزاءه الجنة:-
ما أجملها وما أحلاها فيها
👈ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر👉
فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، قصور من ذهب وفضة ، ملاطها المسك و حصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزغفران.
فيها حدائق كثيرة الأشجار ، كثيرة الثمار ، عظيمة الظلال ، وفيها أنهار حوافها من ذهب ومجراها على الدر والياقوت.
تربتها أطيب من المسك وماؤها أحلى من العسل ، فيها أنهار من لبن وأنهار من خمر وأنهار من عسل .
الداخل فيها
ما أسعده ! ،
على وجهه نضرة النعيم يسقى من رحيق مختوم ، على منابر الياقوت الأحمر ، يحفه الغلمان والولدان
له فيها أزواج مطهرة من الحور العين كأنهن الياقوت والمرجان عليهن طرائف الحرير الأبيض مكللات بالتيجان ،
ينعم أشد النعيم وينظر فيها إلى وجه الملك الكريم ، لا يخاف ولا يحزن .
اللهم اجعلنا من أهل الجنة ونعيمها
اللهم أمين

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار