المقالات

الدكروري يكتب عن قاعدة هدي النبي الكريم

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

لقد روي الحافظ ابن كثير رحمه الله، بأنه قال سعد كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت، قالت يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت، لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي، فيقال يا قاتل أمه، فقلت لا تفعلي يا أمه فإني لا أدع ديني هذا لشيء، فمكثت يوما وليلة لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوما وليلة أخرى لم تأكل فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوما وليلة أخرى لا تأكل فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني لشيء، فإن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي، فأكلت” فعلينا أن نأخذ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذه قاعدة مهمة، كما قال الشيخ السعدي رحمه الله يقول “وهذه قاعده في كل معاشر، كل ما تعاشره لا بد أن تغض طرفك عن أخطائه.

وتلحظ الجانب الإيجابي، أما إذا لاحظت الجانب السلبي فلن تدوم لك مودة، فعليك أن تأخذ الجانب الإيجابي من الأصدقاء والزملاء والجيران، وغير ذلك ممن تعاشرهم، وبذلك تدوم المودة، أما إذا دقق الإنسان، وأخذ يبحث عن الزلات والأخطاء، فإنه لا يدوم له صديق، ومن أسباب السعادة والهناء أن نعلم أن كلام الناس فينا لا يضر، وإنما يضرهم إلا إذا إلتفت إليه ونظر إليه الإنسان فإنه يضره كما ضرهم، فعليك أن تعلم أن كلام الناس لا يضرك لا تلتفت إليه، فإذا نقدك إنسان نقدا بناء فعليك أن تتقبله هذا النقد لأن هذا بناء لك، أما النقد السلبي، فلا تلتفت إليه، واعلم بأن هذا يهدي إليك أغلى ما يملك، يهدي إليك حسناته، فبعض الناس يشقي نفسه فيما يقوله الناس عنه، واعلم وتأمل معي قول الله عز وجل “إن الله يدافع عن الذين آمنوا” ولو قيل لك أن فلانا من الناس من له المكانة يدافع عنك؟

لنشرح صدرك، وطابت نفسك، كيف وبالملك جل وعلا يدافع عنك؟ كيف ومن بيده الأمر كله سبحانه وتعالى، فإن السعادة مطلب العقلاء، ومبتغى الكبراء، وحلم يراود الضعفاء، ولكن الناس متفاوتون في فهم حقيقتها، ومتباينون في طرق الوصول إليها، منهم من يراها في المال والولد، ومنهم من يراها في الجاه والمنصب، ومنهم من يراها في توفر الشهوات يعب منها عبا، غير آبه بما يحل وما يحرم، ولا فرق عنده بين ممنوع ومشروع، ومنهم من يراها في السبق في مجال الصناعة والاختراع ومنهم من يراها في القصور الفارهة، والحسان الغانية، والخيل المسمومة والأنعام والحرث، وكل ذلك من متاع الحياة الدنيا الفانية، ولكن ثمة ما هو أنفع وأبقى، ولقد أخطأ طريق السعادة فرعون الذي ظن الملك والجبروت طريقه الآمن الدائم، فقال قولته الظالمة الآثمة.

“يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي” وأعلن على الملأ عقيدته وجعل فيه عبرة وكان لمن خلفه آية وأبصر هو وجنده المخدوعون به آثار الشقوة وهم بعد لم يفارقوا الدنيا، أعلن الندم والتوبة ولكن هيهات وحين أضل طريق السعادة فرعون ومن على شاكلته في الكفر والطغيان، وجدها فتية مستضعفون آمنوا بربهم واعتزلوا معبودات قومهم، وكان نصيبهم من الأرض حين العزلة كهفا تقل مساحته في الأرض وتضيق منافذه الظاهرة نحو السماء، حتى إن الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال، ولو اطلعت عليهم داخله لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا، ومع ذلك فالسعادة تحيط بهم، والرحمة منشورة عليهم، والعقبى كانت لهم تلك ثمرات الإيمان وذلك طريق السعادة لمن رام الجنان.

الدكروري يكتب عن قاعدة هدي النبي الكريم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار