المقالات

الدكروري يكتب عن حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من آداب السلام هو إذا لقيت أخاك المسلم فبادر بالسلام، وأن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف، وإذا سلم عليك المسلم فرد التحية بمثلها أو بأحسن منها، وليكن ببشاشة وجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ” رواه مسلم، ولا تقل أبدا عليك السلام، فإنها تحية الموتى، وكما ان الراكب يسلم على الماشي، والماشي يسلم على القاعد، والصغير يسلم على الكبير، والقليل يسلم على الكثير، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج” فالإنسان يُحدث بها ولا يعلم هل هي ثبتت أم لم تثبت لكنها تدل أيضا على عظم رحمة الله تعالى وعلى فضله وعلى كرمه عز وجل، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“لما قضى الله عز وجل الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي غلبت غضبي” وعنه أيضا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن لله عز وجل مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الإنس والجن والهوام والبهائم، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على أولادها، وأخّر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة” وروي الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبى، وإذا امرأة من السبى تسعى، إذا وجدت صبيا في السبى فأخذته، فألصقته ببطنها، فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ ” قلنا لا والله، قال “لله أرحم بعباده من هذه المرآة بولدها” وعن أبى ذر رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة” قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال “وإن زنى وإن سرق، وإن زنى وإن سرق، وإن زنى وإن سرق” ثم قال الرابعة “على رغم أنف أبى ذر” وفيهما من حديث عتبان بن مالك رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الله حرم النار على من قال لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل منها مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال لا يارب، فيقول ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل فيقول لا يا رب فيقول بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم عليك اليوم.

فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول أحضروه، فيقول ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فيقال إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل شئ مع اسم الله عز وجل” ومن جميل ما ورد في رحمة الله وعفوه أن الفضيل بن عياض نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم يوم عرفة، فقال أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل يسألونه دانقا أى جزءا من الدرهم، أكان يردهم؟ فقيل لا فقال والله المغفرة عند الله عز وجل أهون من إجابة رجل لهم بدانق، وقال إبراهيم بن أدهم خلا لى الطواف في ليلة مظلمة شديدة المطر، فلم أزل أطوف إلى السحر، ثم رفعت يدي إلى السماء فقلت اللهم إنى أسألك أن تعصمني عن جميع ما تكره، فإذا قائل يقول في الهواء أنت تسألني العصمة، وكل خلقي يسألني العصمة، فإذا عصمتك فعلى من أتفضل؟

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار