“حين تجلس الكلمة على عرشها، ويصغي لها القلم بإجلال، يولد لقاء يضيء الأرواح قبل العيون.”
( فايل المطاعني )
الكاتبة والشاعرة زينب علي درويش في مجلس الحكواتي
في سماء الأدب المصري، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يلمع اسم زينب علي درويش كواحدة من أبرز الأصوات النسائية التي منحت الحرف روحًا والكتابة جناحين. هي ابنة بيتٍ يتنفس الأدب، وصوتٌ خرج من بين جدران الأخبار ليصل إلى وجدان القارئ العربي، وكأنها تعيد تعريف الكتابة بوصفها رسالةً سامية لا مهنة عابرة.
كاتبة وصحفية وروائية، نسجت حضورها بين السطور بخيوط من الحنين والحكمة، وأثبتت أن القصة القصيرة جدًا يمكن أن تكون ومضة تُنير عتمة الروح وتترك أثرًا لا يُمحى. كرّمها النقاد والقراء في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن تكريمها الأكبر ظل في عيون القرّاء الذين وجدوا أنفسهم داخل نصوصها.
وفي مجلس الحكواتي، جلست زينب علي درويش لا كضيفة، بل كصوتٍ يأخذنا في رحلة قصيرة بين الماضي والحاضر، بين الحرف والوجدان، لتؤكد أن الأدب ما زال قادرًا على أن يكون جسرًا بين الأرواح في زمن يضجّ بالصخب.
الحكواتي: من أنتِ في جملة، يا زينب؟
زينب علي درويش: أنا ابنة الحرف، ومقيمة دائمة في عوالم الكلمة. بدأت رحلتي من مدرجات الحقوق حيث درست القوانين، لكنني وجدت أن قلبي لا يسكن إلا في فضاء الحرية الذي تمنحه الكتابة. درست الإذاعة أيضًا، فصار لصوتي بعد آخر أقدمه عبر النصوص ليصل مباشرة إلى الوجدان.
الحكواتي: يبدو أن الأدب يسكن في دمك قبل أن يخطه قلمك؟
زينب: صحيح… ولدت في بيت يتنفس الأدب. فأنا ابنة الكاتب الكبير علي درويش، الذي كتب بالعربية والإنجليزية وترك مؤلفات متنوّعة. من أبي ورثت الشغف بالحروف، ومن الكتب التي ملأت جدران بيتنا ورثت الإيمان بأن الكلمة حياة.
الحكواتي: وكيف كانت بداياتك مع الصحافة؟
زينب: عملت صحفية في جريدة الأخبار، تنقلت بين السياسة والعالم الخارجي، لكنني كنت أبحث دائمًا عن الداخل… عن الروح التي تختبئ خلف الأحداث. ومن هناك، وجدت أن مكاني الحقيقي بين السطور، أكتب عن الإنسان لا عن العناوين فقط.
الحكواتي: ماذا عن القصة القصيرة جدًا، التي أصبحت إحدى علاماتك الأدبية؟
زينب: أؤمن أن القصة القصيرة جدًا هي كالحياة نفسها: ومضة، لكنها قادرة على أن تترك في القلب أثرًا عميقًا. لذلك صرت أكتبها بحب، وأغزل منها خواطر تلامس القارئ وتذكره دائمًا أنه ليس وحده في مواجهة هذا العالم.
الحكواتي: حدثينا عن إصداراتك.
زينب: أصدرت مجموعتي رسائل روح، ثم رائحة الكتب التي حملت بصمتي الخاصة في مزج الحنين بالحكمة، والخيال بالواقع. وفيها حاولت أن أجعل الكتاب لا يُقرأ فقط، بل يُشَمّ ويُعاش.
الحكواتي: التكريم الذي حظيتِ به… ماذا أضاف لمسيرتك؟
زينب: القراء والنقاد كرموني في معرض القاهرة الدولي للكتاب (الدورة 55)، لكن التكريم الأهم بالنسبة لي هو أن يفتح قارئ كتابي ويجد نفسه بين صفحاته.
الحكواتي: وأين نجد كتاباتك اليوم؟
زينب: أشارك مقالاتي وقصصي في دار الهلال ومؤسسة الأخبار ومجلات عديدة، وأكتب أسبوعيًا زاوية رحلة قصيرة في جريدة الأخبار وبوابة أخبار اليوم، إضافةً إلى زاويتي كنوز الحديث في موقع رجال الأعمال و”اقتصادية”، ومجلة أيامنا الأدبية.
الحكواتي: ما مشروعك القادم؟
زينب: أن أستمر في حمل رسالة الأدب كجسر يصل بين الأرواح، ويعيد للكلمة مكانتها كرفيق صادق في زمن ضج بالصخب.
الحكواتي: لو سألناك في الختام… من هي زينب علي درويش؟
زينب: كاتبة وإعلامية وروائية مصرية، أنتمي لعالم القصة القصيرة والخواطر الأدبية، وأكتب بأسلوب رومانسي تعبيري يداعب المشاعر الإنسانية. ببساطة… أنا أكتب لأبقى، وأبقى لأكتب.
وفي ختام اللقاء، ابتسمت زينب علي درويش وقالت بشفافية:
“أشكر الحكواتي الأنيق فايل المطاعني الذي أتاح لي هذا المجلس لأبوح بحروفي، وأحمل رسالتي للقارئ العربي. فالكلمة، حين تجد فضاءً صادقًا، تصبح أكثر حياة وخلودًا.”
وبالمقابل، ردّ الحكواتي فايل المطاعني شاكرًا ضيفته:
“كل الامتنان للكاتبة والشاعرة الكبيرة زينب علي درويش، التي منحتنا وقتها وإبداعها، وأثبتت أن الكلمة الصادقة ما تزال قادرة على أن تجمع القلوب وتضيء الأرواح.”
هكذا أسدل مجلس الحكواتي ستائره على لقاءٍ أدبي فخم، حمل توقيع الضيفتين معًا: زينب علي درويش و فايل المطاعني… لقاءٌ سيبقى شاهدًا على حوارٍ لا يُنسى.
حين تجلس الكلمة على عرشها، ويصغي لها القلم بإجلال، يولد لقاء يضيء الأرواح قبل العيون.”