أخبار ومقالات دينية

هل أنت من الشاكرين

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن هل أنت من الشاكرين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي شملت رحمته صلى الله عليه وسلم البهائم التي لا تعقل فكان يحث الناس على الرفق بها وعدم تحميلها ما لا تطيق فقد روى الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته” ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة بستانا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل فلما رأى الجمل النبي صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح عليه حتى سكن، فقال ” لمن هذا الجمل؟”

فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله، فقال له “أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا لي أنك تجيعه وتتعبه” رواه أبو داوود، وإن أعظم ما يحفظ النعم هو أن نشكرها، فكم من شخص فقير فتح الله عليه من الدنيا بالمال فأعرض عن الله، ضعفت عبادته واتصاله بخالقه، وانشغل ببيعه وشرائه، وضعف ذهابه إلى المسجد، وغير ذلك من التقصير في حق الله “كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى” فعليك أن تراجع نفسك، وانظر هل أنت من الشاكرين؟ وهل أنت من المثنين على الله تعالى؟ وهل أنت من المعترفين؟ واعلموا أن الإنسان مهما شكر فلن يشكر الله حق شكره، فقال سيد الشاكرين وإمامهم صلى الله عليه وسلم “لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك” ومن شكر الله أن نشكر الله بالجوارح.

فقال تعالى فى سورة سبأ “اعملوا آل داوود شكرا، وقليل من عبادى الشكور” فتوحيد الله شكر، والمحافظة على الصلاة شكر، وصلة الرحم شكر، وبر الوالدين شكر، والإحسان إلى الفقراء والمساكين شكر، وتسخير المال فيما يحبه الله شكر لله، فعلينا أن نشكر الله، ونراجع أنفسنا في تقصيرنا في ذلك، وإن العلامة الثانية هى الصبر عند البلاء، فإذا بلي المسلم صبر، والصبر واجب، وإنه لن يسلم أحد من الابتلاء، فيبتلى الناس بالخير والشر، فقال عز وجل فى سورة الأنبياء” ونبلوكم بالشر فتنة وإلينا يرجعون” فكم من شخص بلي بنعمة فلم يشكر الله عليها وسخرها في معصية الله؟ والصبر يكون على أقدار الله المؤلمة، فكم من مريض يعاني المرض؟ وكم من مديون يعاني من الدين؟ وكم من مشرد؟ وكم من شخص فقد ولده؟ وكم من أم مكلومة؟ وكم من مظلوم؟

فعلى الإنسان أن يصبر وأن يتعامل مع خالقه ويتأمل كلام ربه القائل فى سورة الزمر “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” والعطية على قدر معطيها أيها المبتلى، فيعطيك ربك عطاء لا حصر له ولا عد، واعلم أيها المصاب أن الله يحب الصابرين، واعلم أن الله مع الصابرين معية خاصة من الله للصابرين، فعليك أن تصبر على أقدار الله المؤلمة، وأن تصبر على طاعة الله، تحافظ على صلاة الجماعة في جميع الأوقات، هل صليت الفجر مع الجماعة؟ هذا صبر على طاعة الله، تترك لذة النوم والفراش تعظيما واستجابة لأمر الله، تعظم الله تحب خالقك وترجو رحمته وتخشى عقوبته، فهل أخرجت زكاة مالك؟ فإن هذا صبر على طاعة الله، وهكذا تحاسب نفسك، وغير ذلك من العبادات هل أديتها وصبرت على طاعة الله تقدست ذاته وأسماؤه وصفاته.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار