اخبار عربية

فلسطين واسرائيل … بين الحرب والسلام …

فلسطين واسرائيل … بين الحرب والسلام …

بقلم معمر صالح الضالعي
قبل ان نتحدث عما يدور في طوفان القدس والسيناريوهات المتوقعة عن ذلك وقبل ان نتحدث عن حماقات اليمين الصهيوني المتطرف الغارق في دهاليز التلمود، والذي ما زال منتظر قدوم ((ملك اسرائيل على حمارٍ جحش ابن اتان)). مترنحاً في تراتيل (بشراك يا ابنت اورشليم) تائها في غيه حتى رأينا ابنت اورشليم اسيرة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
قبل كل ذلك دعونا نعرج نحو مقدمة غائبة عن اذهان الكثيرين.
دائماً ما كان الانتقام الفارسي موجة كأداة للصهيونية ضد كل من يعادي اسرائيل، صدام حسين الذي امطر اسرائيل بصواريخ (سكود الروسية) ، أعدمته الخراف الضالة من شيعة ايران يوم عيد الاضحى على يد ادوات ايران الهمجية .
الجيش العراقي الذي خاض حرباً ضد اسرائيل الى جانب الجيوش العربية، تعرض للإبادة على يد ادوات الفرس تحت مسمى اجتثاث البعث والذي كان مصطلح يخفي معنى (اجتثاث وابادة العرب السنة).
الرئيس السادات الذي مرغ انف اسرائيل في الوحل قتل على يد الاخوان بتخطيط ايراني مقيت .
في حرب 1948 في الوقت الذي كانت الجيوش العربية تخوض الحرب مع اسرائيل، كانت ايران تتقدم لاحتلال اراضي وجزر عربية .
ليس هناك شيء يثير الاشمئزاز اكثر من تباهي شيعة الفرس في صعدة ببطولات السنة العرب في فلسطين في الوقت الذي ينسفون مساجد ومنازل العرب السنة في صنعاء وغيرها من المدن التي سيطروا عليها.
اما جماعة حمود وتوكل الذي يعلنون استعدادهم للذهاب لتحرير الاقصى، عليهم ان يفكروا بتحرير أنفسهم اولاً، ام انهم سيذهبون لفتح ثغرات لقوات الاحتلال كما تعودوا فتح الثغرات لقوات الحوثة في حجور والبيضاء وغيرها.

ان وجود ايران في المعادلة يجعل الامر مثير للريبة ويجعل احتمال استدراج حماس لحرب إبادة وتهجير امرا محتملا، دعونا نتذكر انه في الوقت الذي كان العراق قد استدرج لحرب مع أمريكا وأروبا كانت ايران تهدد وتلوح انها ستدخل الحرب الى جانب العراق في الوقت التي كانت تخطط لدخول العراق وابادة الجيش العربي العراقي وهو بكل اسف ما حدث بالفعل.
ما زال كل ما حدث غير مفهوم وكيف تمكنت المقاومة الفلسطينية من هذا الاختراق، و بالطبع فتلك صفعة افقدت الجيش الاسرائيلي توازنه، ما لم يكن هناك خطة صهيونية للسماح بالتوغل للمقاتلين العرب في طوق غزة واعطاء المبرر لحرب إبادة وتهجير يخطط لها اليمين المتطرف وقطيع نتنياهو.

بكل اسف كانت هناك تصرفات حمقاء من بعض الافراد وانتهاكات شكلت مادة دعائية لليمين المتطرف في إسرائيل, وعكرت صورة النصر , ومثل هذه التصرفات التي وصلت الى درجة الهمجية، تسببت بضرر كبير لسمعة وصورة المقاومة العربية الفلسطينية ولكنها تبقى تصرفات فردية لا يمكن اسقاطها على من يقاتلون من اجل استقلال وحرية وكرامة ارضهم .
و بتحليل وضع الطرف الأخر في المعادلة اليمين الصهيوني المتطرف الغارق في دهاليز التلمود ، والذي ما زال منتظر قدوم ملك اسرائيل على حمارٍ …. فمن الممكن ان يكون مستعدا للتضحية بمئات من اليهود انفسهم حتى يتمكن من تحقيق نبوءات التلمود ويعجل بظهور ملكة المنتظر على ظهر الحمار ابن ام الحمار , و يزيح من الأفق أي امل للسلام وحل الدولتين الذي يعتبر الحل الوحيد للسلام بين الشعبين العربي الفلسطيني والإسرائيلي. واضعا خطة لسياسة الأرض المحروقة وباحثا للشعب اليهودي عمن يسومهم سوء العذاب الى يوم القيامة.

منذ ان وقف اليمين المتطرف امام اتفاقية السلام التي وقعها الرئيس الشهيد يا سر عرفات واسحاق رابين الذي اغتاله اليمين المتطرف , واغتالوا بذلك السلام كما عبر عن ذلك الشهيد ياسر عرفات رحمه الله.
منذ ذلك الوقت , اليمين المتطرف لم يعطي فرصة للسلام ، الآلاف الاسرى الفلسطينيين واستمرار الاستيطان والضرب بكل المواثيق والقوانين الدولية عرض الحائط.

ما الذي يحدث الان ؟ …
المقاومة الفلسطينية حققت نصر ترتب عليه احتلال مواقع عسكرية والتزود بالذخيرة والسلاح الذي يمكنهم للصمود لفترة يصعب تحديدها،
اسر عدد كبير من الضباط والجنود الإسرائيليين ,
المواجهة البرية ستكون غالباً في صالح المقاومة الفلسطينية , ولكن ينبغي تذكر خطورة السيطرة الجوية للجيش الاسرائيلي .
كما لاحظنا فقد بدأ الجيش الاسرائيلي بسياسة الارض المحروقة وهذا سيناريوا نازي يفتقر لأدنى اخلاقيات الحروب وادنى القيم الإنسانية, سيناريو يتوافق مع الفكر اليميني المتطرف و ما يعتبره نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف حق الالهي يجعلهم غير قابلين لتقبل الحلول العادلة وينسفون أي فرص للسلام.
الفكر اليميني المتطرف تسبب بترس المستوطنات بمجاميع من المتطرفين الحمقى الذي لم يتوقفوا يوما واحداً عن الاستفزازات ضد الشعب العربي الفلسطيني، وطالما اشغل نتنياهو التنقيب عن هيكل سليمان لغرض تهديم الاقصى فقط، ولعل زوجته كانت اكثر حكمة منه في انشغالها ببيع قوارير الماء الفارغة.

نتيجة الارض المحروقة قد يتسبب بنزوح السكان من غزة و سيتسبب بجرائم حرب ضد المدنيين , ولكن مهما حصل ينبغي على المقاومة الفلسطينية ايجاد الطريقة لقلب المعادلة .
ومن المؤكد ان الجيش الاسرائيلي سيتجنب دخول غزة بقوات برية. ولا نستبعد ان تقوم دول أخرى بمساعدة اسرائيل بقوات برية (ينبغي ان نتذكر ان امريكا ودول اوروبا متعهدة بحماية اسرائيل) ومثل هذا السيناريو قد يجر الشرق الاوسط الى نتائج يصعب تصورها .
السيناريو الاقل ضرر والذي يفترض ان تسعى اليه الأطراف الفلسطينية المختلفة لتجنب حرب الإبادة التي بدأت إسرائيل بانتهاجها هو نجاح مصر والمملكة العربية السعودية بوساطة لإيقاف قصف وتدمير غزة بأسرع وقت ممكن و الخروج باتفاق يضمن تطبيق حل الدولتين , واتوقع ان هناك جهود تدار بصمت في هذا الجانب ، وفي هذه الحالة سيكون اليمين المتطرف قد انتهى في اسرائيل الى الابد ، وهذا ما سيجعلهم يقاومون مثل هذا الحل واختيار الطريق الآخر و هو حرب الابادة التي قد تنتهي بنهاية اسرائيل نفسها.

وختاماً العبار الشهيرة (اسرائيل ستنتهي عند اول هزيمة ) ….
نختم مقالنا هذا بالعبارة الشهيرة الذي يكررها معظم المفكرين في اسرائيل، من ان اسرائيل ستنتهي عند اول هزيمة، و لعل هذا يجعل اي سياسي عاقل في اسرائيل يتجنب سيناريوهات الغباء والحرب، ولكن لا احد يشك في غباء بنيامين نتنياهو و قطعان اليمين الاسرائيلي المتطرف، فهل سينجح انصار السلام في اسرائيل من ازاحة ذلك الوضع الذي اوصلهم له انصار التلمود والمنتظرين لملكهم القادم على حمارٍ…. هل سينجح أنصار السلام في دولة إسرائيل من استثمار الجهود العربية لإحلال السلام. ام ان اليمين المتطرف سيستمر بجر الجميع نحو مفاعل ديمونة وسيناريوهات الانفجار العظيم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار