أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الثقافة الغربية والفساد

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على طريقه ومنهاجه، وعلى التابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين، لقد جاءت الآيات توسعة على النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القسم بين زوجاته فأباح الله له أن يؤوي من يشاء من نسائه ويترك منهن من يشاء ويقسم لمن يشاء ويترك القسم لمن يشاء وكل هذا توسعة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى فيها قرآنا يُتلى، وفي قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ” والله ما أري ربك إلا يسارع لك في هواك” وقال الإمام ابن حجر في المعنى أي ما أرى الله إلا موجدا لما تريد بلا تأخير، منزلا لما تحب وتختار، وأن الله يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور، ولهذا خيره ويسارع في هواه أي رضاه، وقال الإمام القرطبي هذا قول أبرزه الدلال والغيرة.

وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله وإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يحمل على ظاهره لأنه لا ينطق عن الهوى، ولا يفعل بالهوى، ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق، ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك، وفي هذا الحديث دليل على عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم شهوانيته، لأن الله أباح له أي امرأة تهب نفسها له، وجاءه كثير من النساء وعرضن أنفسهن عليه وردهن، فقد أخرج الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له، وإن كان مباحا له، لأنه راجع إلى إرادته لقوله تعالى ” إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين” وفي هذا الحديث إظهار لمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله تعالي.

وفي قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها” والله ما أري ربك إلا يسارع لك في هواك” فهذه الكلمة التي تقطر عذوبة وحلاوة لها شواهد قرآنية أخرى تدل على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه عز وجل، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن لمشاهد الاختلاط بين الجنسين مفاسد كثيرة، تتكرس أكثر حين يشاهد المراهق خصوصا أبطاله المزعومين من الجنسين وهم يضحكون ويتبادلون الكلام اللطيف دون أدنى حياء، فيهوّن هذا المنكر العظيم في النفوس، ويصير عدم الاختلاط هو الأمر غير العادى، وهنا يكون ما بعد الإختلاط من الإفساد أهون وأسهل، ومن أهدافها أيضا هو تشجيع ثقافة العُري للمرأة بين أفراد الأسرة، وتشجيع ثقافة التبرج والعري، والتعطر والزينة خارج البيت، ولا تتعلق ثقافة العُري بالخروج من المنزل.

بل نجد اللباس القصير والضيق وغير اللائق من لوازم أناقة الممثلة أمام محارمها أيضا داخل البيت حسب الدور الذي تلعبه في المسلسل فتلبس البنت أمام والدها وأخيها ما لا يجوز أن تلبسه المسلمة أمام امرأة من بنات جنسها، ولن يكتمل جمال البطلة دون الزينة التي تضعها على وجهها، ورشّات العطر التي عليها أن تفوح وتترك أثرا خلفها، وحين تتكرر الصورة من مسلسل لآخر، يصبح العُري ثقافة عادية، والتعطر والزينة قبل الخروج من مكملات الأنوثة، ولا يهم إن كان أمام المحارم أو غيرهم، ولا يهم أيضا إن كان داخل البيت أو خارجه، فنجد المراهقة تقتدي بجزء أو أجزاء من تلك المشاهد المصدرة إلينا لأن ترسب الأفكار يولد لدينا التعود والقَبول، ولقد عاد تصدير مثل هذه النماذج الدخيلة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار