الجوانب الاتصالية في الدعاية وعلاقاتها في الحرب النفسية
اعداد : ساهرة رشيد / العراق
استعرض استاذ الإعلام أ.م د. رياض محمد كاظم
بعض مصطلحات مادة الحرب النفسية التي تدرس للطلبة الصف الرابع قسم الإعلام، حيث عرف الدعاية بأنها قديمة قدم البشرية فقد إهتم ملوك بابل وآشور بالتاثير في عواطف الناس و أفكارهم في أوقات الأحداث السياسية والعسكرية لتكييف الاذهان مع الاتجاهات الجديدة
فقد كان حمورابي يدعو عماله من الأقاليم للحضور الى بابل بالمناسبات والأعياد وخاصة في عيد حصاد القمح ليبلغ اوامره وتعليماته بسهولة وهذا دليل على دقة التوقيت وإختيار
الوقت المناسب للحملة الاعلامية،
مضيفا في مصر قد بنى الفراعنة الإهرامات للدعاية لملكهم والتفاخر بعظمتهم وكانوا يدونون أخبار الحروب على جدران المعابد وكما أستخدموا أوراق البردي في تدوين أخبار الحروب لغرض الدعاية ، فقد عرفوا نوعا من الصحافة وظهرت عندهم جريدة القصر وهي
جريدة هزلية تتناول تصرفات وأعمال الملوك والفراعنة بقصد إبقاء العامة موالين
للفراعنة لكي يبقى حكمهم .
واستخدم الصينيون في القرن الخامس عشر ق.م الدعاية وأكدوا على أهمية تدمير أرادة العدو والعمل على تحقيق النصر باقل تكلفة لذا أوصوا في حالة القتال ليلا باستخدام الأبواق والطبول على نطاق واسع أما في القتال نهارا فيجب رفع الأعلام واللأفتات بأعداد كبيرة لتبهر عيون الأعداء وكذلك نشر قصص الخداع والتحدث عن القوة الطاغية لتحقيق الهدف وهو استراتيجية الفزع كما ان فكرة (دعاية الفعل) موجودة منذ القدم فقد أوصوا بإغتيال قادة العدو لخلق حالة الرعب في صفوفه وسيطرتهم على زمام الأمور .
مضيفا اما الاثنيون أستخدموا الكتابة على الصخور بقصد التاثير على اليونانيين وإستمالتهم إلى
جانبهم فقد إختاروا أفضل السفن الشراعية وذهبوا إلى مكان الماء الصالح للشرب وكتبوا عبارات تدعوهم لعدم محاربتهم والوقوف إلى جانبهم ، هذه الوسيله تشبه المنشورات التي كثر إستخدامها في الحربين العالميتين الأولى والثانية وتعرف باسم (دعاية الميدان).
واكد أ.د.م رياض محمد كاظم
استخدم الرومان الخطابة الدعائية التي تمتاز ببساطة اللغة ووضوحها من أجل إستمالة الجماهير وتوحيد أرائهم ، كما أقاموا مواكب الإحتفالات الرسمية لإستقبال قادة الرومان المنتصرين العائدين من الحروب ومعهم الغنائم بقصد التأثير الدعائي على المواطن الروماني وإبهاره بأمجاد دولتهم ، وأيضا إنتشرت لديهم ظاهرة عبادة الإمبراطور
كوسيلة دعائية ليستطيع ضمان ولاء الأمم والقبائل الخاضعة للحكم .
موضحا راي
الفيلسوف افلاطون الذي إنتبه إلى دور الأدب في الدعاية فدعا الى إختيار الأعمال الأدبية لغرض الدعاية لوجهة نظر معينة وان تمر هذه النصوص الأدبية على الرقابة قبل الأستهلاك الجماهيري .
وركز أ.م.د رياض محمد كاظم على
ادرك الأسلام قوة الدعاية والتي تعني الأعلان عن العقيدة ولذلك أقبل الناس على الدين الإسلامي أفواجا وما دعوة الرسول (ص) الى المقوقس عظيم القبط لإعتناق الإسلام
ورسائله ألى حكام البلدان المجاورة للعرب كهرقل ملك الروم والنجاشي ملك الحبشة إلا دليل على ذلك اذ قوة الدعوة الإسلامية في سماحة القرآن الكريم الذي أعطى فرصة للأمم الأخرى التي كانت تئن من ظلم الحكام المستبدين وسياساتهم الفاسدة بدخول الدين
ليتمتعوا بسماحته وديمقراطية الدولة ، وقد استمر ذلك في زمن الخلافة الراشدة والدولة الاموية والدولة العباسية التي كانت تعتمد على الدعاة الذين طافوا دولة بني امية فحثوا الأنصار الى الدعوة العباسية حيث أعتمدوا على وسيلتين هي وسيلة (الكتاب) لنقل الأخبار.
وتروي الحوادث وفق ما تريد الدولة ووسيلة (المناظرة) للانتصار الى مذهب المعتزلة
وتغليبه على المذاهب الأخرى ..
كما استخدمت الدولة الفاطمية التي تأسست في مصر الدعاية في العصور الوسطى حيث كانوا يروجون الى عقيدتهم بوسائل اقرب الى الوسائل الحديثة في نشر الدعاية السرية
حيث اتخاذ الدين الاسلامي غطاء للدعاية.
استخدم جنكيز خان الدعاية لما لها دور مؤثر في احراز النصر حيث استخدم الجواسيس و الوكلاء بصفة تجار يبثون الاشاعات المبالغ فيها عن جيوشه الضخمة ووحشية رجاله
المحاربين بقصد اثارة الرعب في صفوف اعدائه
كما ساعدت الدعاية والاشاعة الالمان ضد الفرنسيين في حرب السبعين من ذهول باريس دون مقاومة بفعل التهديد حيث استسلم مجموعة كبيرة من جيوش فرنسا دون قتال
وفي القرن الخامس عشر ساعد اختراع الطباعة على انتشار الدعاية بسهولة بواسطة
المطبوعات والدوريات والصحف والنشرات الاخبارية خاصة بعد تحسن طرق المرسلات بعد الثورة الصناعية واصبح للاراء دور خطير في الشؤون الاجتماعية فقوة الجيش تتوقف على شعور كل عضو باهمية ما يقاتل من اجله وقوة القوانين تتوقف على ما يحمله الناس
من احترام و اعتراف بها، وعندما اصبح نابليون امبراطور على فرنسا اخضع جميع وسائل الطباعة لسيطرته وفرض الرقابة على الصحف ولا ينشر الا ما تسمح الحكومة بنشره.
الثورة البلشفية في الاتحاد السوفيتي اعترفت بالدعاية السياسية كاحد مقومات الدولة
ووجهتها الى الدولة الراسمالية في القرن العشرين اصبحت الدعاية ظاهرة تنتشر في العالم كله حيث الاعلام يتخطى الحدود والحواجز بسهولة وخصوصا بعد تطور الاعلام المسموع والمكتوب بحكم انتشار اللغات الاجنبية وعمليات التبادل الثقافي واصبحت
الدعاية اداة واضحة لربط السياسة الداخلية والخارجية.
بعد الحرب العالمية الاولى نضجت الدعاية على ايدي خبراء مجربين حيث التجربة النازية التي قادها (غوبلر) وزير دعاية هتلر احرز تقدما واضحا نتج الكثير من الانتصارات
العسكرية في ساحات القتال الفعلية اذ ان المانيا رسمت بدقة عالية وبوقت مبكر خططها الدعائية واتخذت من الراديو اداة للحرب النفسية ولاول مرة قامت خطة الاذاعات
الخارجية الألمانية على تحقيق الكسب السريع لا الكسب البعيد المدى ولهذا لم تستطع ان تحقق الترابط بينها وبين العقلية الاجنبية بسهولة بسبب عدم تفهم حقيقة هذه العقلية.
تعريف الدعاية هي محاولة التأثير في عقول الجماهير ونفوسهم والسيطرة على
سلوكهم لاغراض مشكوك فيها او غير علمية في مجتمع وزمان معينين وهي نوع من الا ستهواء وليس الاقناع والاستهواء يكون اكثر تاثيرا في الاطفال والطبقات التي لم تنل حقها
من العلم والثقافة في المجتمع.
النظريات والاسس النفسية للدعاية وتتضح في
١- ان الدعاية تقوم على فكرة او عقيدة واضحة ومعروفة
– يجب أن يكون هناك استعداد لقبول هذه الفكرة
٣- الدعاية تولد تغير بالموقف او السلوك.
انواع النظريات//
١- فلسفة بافلوف : نظرية رد الفعل تركز على المثير والاستجابة من عام ١٩٣٦-١٩٤٨ المثير
ان تقوم بعمل ما والاستجابة مدى تقبل العمل مثلا استجابة الكلب لصوت الجرس ، تغير الاستجابة يتم عن طريق التلاعب بالالفاظ وهذا الفعل يدفع الشخص للاستجابة بالا شعور في الحروب القاء حماسي ، اذ الدعاية هي اتصال جماهيري يتجهه للمتلقي فيكون
المتغير والاستجابة بأن واحد
– فلسفة فرويد نظرية التحليل النفسي من عام ۱۸۵٦ – ۱۹۳۹ توضح ان الانسان وسلوكه هو امتداد لمجموعة العقد المرتبطة به منذ طفولة الى شباب الى شيخ الى كهل والقائم بالا تصال يحاول ان يمرر النشاط الدعائي على وسائل التواصل الجماهيري وهذا الجمهور
يكون محدد مسبقا
فلسفة جون ديوي نظرية التثقيف السياسي من عام ۱۸۵۹-۱۹۵۲ الدعاية هي عملية تثقيف
وتسعى الى تعزيز المواقف والتحكم باسلوب عن طريق الوسط الناقل الاجتماعي المؤثر واثرت في فلسفة التقاليد الاميركية لانها العامل المهم في بلورة الافكار وتحفيز عامل التأثير والاستجابة من خلال اسلوب التثقيف والتوعية حتى جعلت من المؤسسات و
الجامعات والندوات اسلوب من الترويج للدعاية وهذه النظرية تتوجه الى الاصدقاء لكي
تتسع دائرة التاييد.
ما يميز الدعاية عن الحرب النفسية
1 – سهولة ايصالها الى النفس البشرية عنصر المواجهة هو العنصر الحاكم
– الدعاية دائما تستخدم عنصر الايحاء فيها اما كلام اما حركة اما اشارة اما لون اما صورة
يستعان بالدعاية لتصعيد الشحنات الانفعالية او غير الانفعالية سواء كانت بالتعبئة او الا ثارة او التحريض
الدعاية اذن تخاطب العقول والعواطف لذلك تسعى الى اثارة حالات الخوف أو القلق لدى الخصم الموجهه له الدعاية أو اثارة القبول والاستجابة في السلم.
والدعاية هي استخدام المخطط والمقصود لاي نوع من انواع وسائل الاتصال الجماهيري الذي تقوم به اما هيئة او مؤسسة او دولة بهدف التأثير في الاراء والافكار والاتجاهات و
العواطف لجماعة معينة او مجتمع معين والسعي الحفيف والدائم لاقناعهم بصدق وصحة ما يرسل لهم او يروج لهم من معلوماتة بغية تحقيق غرض ربما يكون سياسي اقتصادي
عسكري ثقافي امني بهذا المجال.
الجوانب الاتصالية في الدعاية //
في الدرجة الأولى والاساسية هي (اللغة) و(طريقة الاقناع والتاثير للحصول على نتائج ايجابية ووظيفة اللغة هي: – أ – وظيفة معرفية تفيد في ايصال المعلومة
ب – وظيفة توجيهية تؤثر في طبيعة سلوك الآخرين
ج – وظيفة تعبوية (بمعنى تعبر وتعبي العواطف والانفعالات في اوقات السلم والحروب.
-۱- جوانب اتصال لفظية عن طريق لغة مكتوبة أو كلام موجه الى المتلقي وعبر وسائل
الاتصال المختلفة لتحقيق غاية وهدف محدد.
انتقاء الكلمات يؤثر على سلوكيات الافراد من خلال أ- الاثر النفسي للغة تقوم بوظيفة الدعاية واثارة انفعالات الجمهور وتدعوهم الى الاستجابة لنشاط معين مرغوب فيه .
ب انتقاء افراد مختصين في اللغة لقدرتهم بانتقاء مفردات وجمل مناسبة مؤثرة ومقنعة لا نجاح العملية الدعائية
ج – معرفة واسعة بطبيعة المجتمع الذي يتوجه اليه القائم بالتخطيط الدعائي من حيث التقاليد والقيم والعادات .
– جوانب اتصال غير لفظية مثل الصور والرسوم ورموز لونية مثل الوان مستخدمة بلتلفز والسينما، صوتية مثل الافلام المتحركة وصوت التلفاز وحركات اليد.
ظاهرة التصال غير لفظية ذات مدى واسع وتشمل تعبيرات الوجه والازياء والرقص والعنف
وتبين ايضا
أ- تساعد في التعبير عن المعاني ودلالاتها
ب تساعد في التعبير عن المعاني التي لا يستطيع المرء من استخدام اللفظ مثل الايماءات والاشارات
ج- تساعد في التعبير عن الاستجابة العاطفية والتي تكون ردود افعال نتيجة تأثر الجمهور المستهدف بالنشاط الدعائي نستنتج من هذا ان العلاقة بين اللفظية والغير لفظية وحدة
متكاملة واساسية لتحقيق النجاح لاي عمل دعائي.