اختتمت القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية في تيرانا
كتب.. محمد المصرى
19 مايو 2025
مثّلت القمة أول اجتماع للشراكة الأوروبية السياسية في غرب البلقان. ومع ذلك، ورغم الدعوات المتزايدة للتضامن، كان من الصعب حلّ الانقسامات العميقة والقلق المتزايد.
اجتمع حوالي 50 من القادة الوطنيين والإقليميين، بالإضافة إلى رؤساء الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية، في العاصمة الألبانية، لمواجهة مجموعة من القضايا العالقة، بدءًا من إرهاق التوسع والرياح الاقتصادية المعاكسة، وصولًا إلى معضلات الهجرة والمخاوف الأمنية المُلحّة.
القلق الاستراتيجي
أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشراكة الأوروبية السياسية في مايو 2022، وكان الهدف منها أن تكون منصة لتنسيق السياسات والحوار السياسي بين الدول الأوروبية.
لكن بعد ثلاث سنوات، تبدو هذه الرؤية مُرهقة بشكل متزايد.
مع تفاقم الانقسامات عبر الأطلسي، لا سيما بشأن الصراع في أوكرانيا، تُواجه الدول الأوروبية بشكل متزايد تداعيات تراجع الالتزام الأمريكي.
قالت أغاث ديماريس، الزميلة البارزة في شؤون السياسات بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن أوروبا ليست أولوية للولايات المتحدة. وأضافت: “لا أعتقد ذلك في أي مجال، سواءً التجارة أو الدفاع أو أي مجال آخر”.
اختتمت القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية في تيرانا
وقال فاروق بوريك، المحلل السياسي من البوسنة والهرسك، إن الاتحاد الأوروبي اتبع نهج الولايات المتحدة لسنوات عديدة في السياسة الخارجية. وأضاف: “لكن اليوم، يمكنك أن ترى أن (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب يحاول استعادة عظمة أمريكا بدون الاتحاد الأوروبي”.
كما تتزايد المخاوف الاقتصادية الأوروبية، إذ تُشكل موجة جديدة من الرسوم الجمركية الأمريكية تحديًا خطيرًا لاستدامة النمو وتعزيز القدرة التنافسية. ولم تُحقق المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن القضايا ذات الصلة أي تقدم يُذكر حتى الآن.
ويواجه الاتحاد الأوروبي حاليًا رسومًا جمركية أمريكية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، بالإضافة إلى رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع السلع الأخرى تقريبًا. في أبريل، أعلنت واشنطن عن فرض “رسوم جمركية متبادلة” بنسبة 20% على منتجات الاتحاد الأوروبي، والتي أُجِّل تطبيقها لاحقًا لمدة 90 يومًا.
لا تزال الهجرة تُشكِّل مشكلةً مُستعصية أخرى. يواجه الاتحاد الأوروبي تدفقات هجرة غير شرعية
