أعمال حجاج بيت الله الحرام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 6 يونية 2024
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء، فاللهم إنا نسألك وأنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت القوى ونحن الضعفاء إليك، نسألك أن تغنينا من فضلك العظيم، وأن تجعل أيدينا دائما هى العليا وألا تجعلها هى السفلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم ” جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطى عطاء من لا يخش الفقر” اللهم صل عليه وعلى آله وصحيه أجمعين ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم القيامة ثم أما بعد.
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أعمال حجاج بيت الله الحرام في العشر من ذي الحجة، وأما عن أعمال اليوم التاسع وهو يوم عرفة، فإنه إذا صلى الفجر، وطلعت عليه الشمس، انطلق إلى عرفة وهو يلبي ويكبّر، ويكره صيام هذا اليوم للحاج، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم مفطرا، حيث أرسل إليه بقدح لبن فشربه، ومن السنة النزول إلى نمرة إن أمكن، ثم تكون هنالك خطبة، وبعدها يصلي الظهر والعصر جمع تقديم، ركعتين ركعتين، بأذان واحد وإقامتين، ثم يدخل عرفة، ويتأكد أنه داخل حدودها لأن وادي عُرنة ليس من عرفة، ويتفرغ للذكر والتضرع إلى الله عز وجل والدعاء بخشوع وحضور قلب، وإن عرفة كلها موقف، وإن تيسر له أن يجعل جبل الرحمة بينه وبين القبلة كان أفضل، وليس من السنة صعود جبل الرحمة.
وأثناء الدعاء يستقبل القبلة رافعا يديه يدعو بخشوع وحضور قلب حتى الغروب، ويكثر من قول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير” ويكثر من الصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم، لا يخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس، بعد الغروب ينطلق الحاج، إلى مزدلفة بهدوء وسكينه، وإذا وجد متسعا أسرع، وحين يصلي المغرب والعشاء جمعا “المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين” ثم ينام حتى الفجر، أما الضعفاء والنساء والأطفال، فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل، وأما عن أعمال اليوم العاشر وهو يوم النحر وهو يوم العيد، فلا بد من صلاة الفجر لجميع الحجاج، إلا الضعفاء والنساء، وبعد صلاة الفجر تستقبل القبلة “فتحمد الله وتكبر وتهلل، وتدعو الله حتى يسفر الجو جدا، ويبدأ التكبير المقيد بعد الظهر”
ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبيا وعليك السكينة، وإذا مررت بوادي “محسر” تسرع إن أمكن، وتلتقط سبع حصيات من أي مكان من طريق مزدلفة أو من منى، ثم عليك رمي جمرة العقبة، حيث ترمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات، واحدة بعد الأخرى، وتكبر مع كل حصاة، ثم عليك ذبح الهدي، حيث تذبح الهدي، وتأكل منه، وتوزعه على الفقراء “وهو واجب على المتمتع والقارن فقط، أما المفرد فلا” ثم عليك حلق الرأس أو تقصيره ثم تحلق أو تقصر مع تعميم الرأس كله، والحلق أفضل “مبتدئا باليمين” والمرأة تقصر قدر أنملة” وهي طرف الإصبع، وبذلك تتحلل التحلل الأول، فتلبس ثيابك وتتطيب، ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء.
علما أنه يحصل التحلل الأول من فعل اثنين من ثلاثة أفعال من الرمي والحلق والطواف” ثم عليك طواف الإفاضة بعد ذلك تذهب إلى مكة وتطوف طواف الإفاضة “بدون رمل للرجل” وتصلي ركعتي الطواف، ثم عليك السعي، والسعي على المتمتع، وكذلك على القارن والمفرد الذي لم يسعى في طواف القدوم، وبذلك تتحلل التحلل الكامل، وإن قدّم الحاج بعض هذه الأمور على بعض، فلا حرج، وتشرب من ماء زمزم، وتصلي الظهر في مكة إن أمكن، ثم عليك المبيت بمنى باقي الليالي، ورمي جمرات اليومين الحادي عشر والثاني عشر، والثالث عشر لغير المستعجل، ثم تطوف طواف الوداع، ثم بعد ذلك تنتهي أعمال حجك.
أعمال حجاج بيت الله الحرام