قصة

ارجوك لا تطلقني

جريدة موطنى

ارجوك لا تطلقني

بقلم 

هاجر سرحان

نشأت حنان في دار ايتام لا تعلم من ابيها او من امها كان حلمها الاوحد والاول والاخير ان يكون لها منزلًا وزوج واسرة تعوضهم ما افتقدت اليه من عطف وحنان كانت متوسطة الجمال لكنها تملك روحاً تجعلها تنافس ملكات الجمال 

تقدم لها الكثيرون ولكن كانت مديرة الدار وهي امها البديل تتخير لها زوج صالح يكن لها عوضاً ولكنها كانت تبحث عن العوض المادي اكثر من بحثها عن العوض الاخلاقي وتركت حنان لها الاختيار فلقد كانت تثق جدا بإختياراتها لها 

وبالفعل اتى من توسمت به خيراً شاباً يبحث عن فتاة مطيعة جميلة طيبة وافقت المديرة واثر ذلك وافقت حنان 

كانت سعادة حنان لا تضاهيها سعادة وبدات التجهيزات 

تعالي معايا يا حنان اختاري الوان الشقة

في سعادة وافقت حنان وتجهزت بكل حماس

وعند ركوبها السيارة وجدت ام زين خطيبها

ازي حضرتك يا طنط منورة الدنيا والله 

قالت بإمتعاض 

ازيك

الحمدلله والله اتبسطت جدا انك جيتي معانا

امال فكراني مش هاجي 

مقصدش طبعا والله 

ولا تقصدي مش فارقة 

ارسل زين لامه على الواتس

كفاية يا ماما 

لترد 

كفاية اي بتاعت الملاجئ اللي رايح جيبهالنا من قلة البنات لا ومركبها علينا وجايبها تختار كمان

يا ماما ارجوكي حاولي تعامليها كويس 

انا محدش يقولي اعمل اي

واغلقت جوالها ووضعته في الشنطه 

دخلوا محل الدهانات لتبدأ ام زين بالتحدث 

عايزين اوضة العيال ازرق على بامبي واعملنا الاوضه الكبيرة احمر والصاله زيتي 

اقترب يوسف من حنان 

حابه الألوان دي 

بصراحة يا زين واوعا تزعل 

لا انا كان نفسي في اوف وايت كل الشقه بس مش مشكله ماما اختيارتها على راسي

طيب لحظة لينادي امه ماما ممكن الصاله اوف وايت

اي اللون البارد اللي مفهوش روح دا 

مفهوش روح اي بس دا رقيق اوي

خلينالك الرقة والاختيارات الحلوة يا زين

تشير الى اختياره حنان من الملجئ

لم تفهم حنان فقد كانت تحمل من حسن الظن الكثير بل واعتقدت ان الجمله حقيقيه وانها تمدح زين

بكره يا حنان هنختار العفش

ليأتي غدا ويحدث نفس الشيء 

اختارت امه كل شيء وكان وجود حنان كعدمه الا انها كانت سعيدة لم يكن يهمها اي شئ سوى ان يكون لها بيت واسرة واطفال 

اختيار القاعة وفستان العرس كان اختيار امه وكانت حنان في غاية السعادة فلقد رأت فيها اماً لها ولم تسئ الظن او يضايقها ذلك ابدا 

تزوجت حنان كانت زوجة حنونه صابرة وانجبت طفلتين بين كل طفله ٩ اشهر ولكن في تلك ٣ سنوات كان زوجها زين الدين لا يخطو خطوة دون الرجوع لامه وسؤالها في كل شئ كانت حنان تخشى ان تثير عصبيته فلقد كانت يده تسبق لسانه حتى هذا اليوم 

زين لو سمحت دانا خلصت الحفاضات بتاعتها 

ليتعالى صوت زين

هو انا معدش ورايا غير مجايب الطلبات انا زهقت م العيشة دي مش كفاية جيبالي بنتين انا امي قالت بلاش بتاعت الملاجئ دي 

اقتربت ابنته تحبو له 

فركلها بقدمه 

اسرعت حنان 

حرام عليك اي اللي عملته دا قولتلك الف مره تمد ايدك عليا براحتك بس بناتي لا 

طيب تعالي بقا انتي هتعلميني اعمل اي ومعملش اي 

انا امي قالت خد بالك ومتصدقش وش الطيبه اللي عملاه 

كان كلامه مصاحباً لكل انواع العنف والضرب لحنان مابين صفعات وركلات منه وما كان من حنان الا ان احاطت على بناتها حتى لا يصلهم اي عنف 

انهى كلامه وهو على باب شقتهم 

دي عيشة بقت تقصر العمر 

ثم ذهب

جلست حنان تحتضن بناتها وتبكي 

حتى دقت ام ايمن جارتهم الباب 

فتحت لها حنان

يالهوي يا بنتي كسر ايده ضربك تاني مش كفايه ضهرك المحني على مكنة الخياطه وعامله زي الهبله بتديله كل الفلوس 

ارتمت حنان بحضن ام ايمن وبكت حتى ارتاح قلبها

ياخالتي ام ايمن انا مكنتش طالبه من الدنيا الا بيت وزوج واطفال والله مطمعت في اكتر من كدا لا عايزه قصر ولا فلوس 

انا مش بعمل حاجة تضايقه والله دا رفص دانا ياخالتي وكله الا بناتي انا مش عيزاهم يشوفو اي حاجه من اللي شوفتها في الدار

وانتي تتبهدلي عادي عايزه تربي بناتك تربيه سويه اطلقي من ابن امه دا اللي كل يوم والتاني مد ايد واهانه بناتك هعيشوا ازاي عيشه محترمه وهما شايفين امهم بتتهان وابوهم ملوش كلمه 

اطلق اي بس ياخالة اوعي تقولي كدا انا طول عمري اسمع ماما حسنا مديرة الدار

تقول الست العاقله اللي تتحمل ومحدش يسمع بحسها كانت تقولنا الرجاله بتقوم تقوم وتنزل ع مفيش وزين طيب والله هو بس عصبي شويه وحتة بيسمع كلام امه دي ساعات بتزعلني بس برجع اقول يابخت اللي كبر جمب امه انا امي رمتني قدام دار يمكن لو كانت موجوده وقالتلي ارمي نفسك في النار مكنتش اتاخرت 

انتي حرة يا حنان انتي غلبانه وفي ايدك صنعه

 وخياطه شاطره وافتكري كلمتي دي

لو بعدتي عن زين ربنا هيعوضك ولو كملتي 

قومي هاتي لزق وكمادات اما اغطيلك الجروح وابردلك الكدمات دي

عاد زين ليلًا ليجد حنان تنتظره معتذرة عن ذنب لما تقترفه ولكنها كانت تحب ان يبقا منزلهم هادئ حتى ولو على حساب كرامتها كانت تخشى خراب المنزل والطلاق 

حبيبي حمدالله على السلامة انا جهزتلك العشا وشوف دي فلوس الخياطة اللي جاتلي النهارده كلها بالله عليك متزعل مني 

نظر زين بكبر انتي اللي بتعصبيني ياحنان 

انا اسفه 

طيب نيمي العيال عشان انا راجع مصدع ومش عايز زن 

حاضر

وتكرر نفس الموقف باختلاف الاسباب حتى اتت الصاعقة

حاولت دانا في مرة من مرات ضرب امها الدفاع عنها فدفعها اليها فسقطت على زاوية الطاوله فأصيبت بنزيف داخلي وتوفت بعد اسبوع او اقل

انطفأت حنان وكرهت زين وتحول خوفها من الطلاق الى رغبة ملحة تحولت الى شخص شرس لا تقبل بأي اهانه وبعد ان سجن زين سنه بتهمة الاهمال 

كانت قد رفعت حنا قضية خلع وكسبتها وفرت مع ابنتها الكبرى رانيا واستأجرت غرفة صغيرة تخيط بها الملابس حتى عرف بأخلاقها في الحارة ورشحتها جارة لشاب ارمل توفت زوجته وتركت طفل رضيع ليأتيها عوض الله فيه فتجد منه اب حنون لابنتها لا تغفل عينه اذا مرضت يحبها وكأنها ابنته من صلبه عوض الله حنان ببيت دافئ وزوج وجدت في كنفه الامان والسند كان يرفض ان تشارك معه ولو بقرش في المنزل ففتحت مصنعاً خاصا بها واصبحت صاحبة علامة تجارية معروفة وكأن الله يضع بطريقنا الاشخاص السيئة ليبدلنا خيراً فنستشعر لذته

عوض الله كبير فلا تبتأسوا فليست النهاية استبشروا واحسنوا الظن بالله …….

ارجوك لا تطلقني

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار