المقالات

الدكروري يكتب عن عليكم بطاعة بالوالدين

الدكروري يكتب عن عليكم بطاعة بالوالدين 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن عليكم بطاعة الوالدين

لقد كان الصحابى أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلةَ المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيّب، قال أنس بن مالك رضي الله عنه، فلما أنزلت هذه الآية من سورة آل عمران ” لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون ” قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول” لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون ” وإن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ” 

 

فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه، وإن حقوق الوالدين هي تلكم الحقوق التي أمر الله سبحانه وتعالى بها في كتابه الكريم، وحثّ عليها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته، إكراما للوالدين، واعترافا بفضلهما، وبيانا لمكانتهما، وإن من حقوق الوالدين على الأبناء هو الإهتمام بهما عند الكبر، فإن أشد فترة يحتاج فيها الآباء إلى الأبناء عند الكبر والتقدم في السن، حين تحلّ بهم الشيخوخة ويعتريهم الهرم والوهن، حينها يتأكد وجوب بر الوالدين والإحسان إليهما، فقد يحتاجان إلى من يساعدهما على الأكل والشرب، والنوم والاستيقاظ، والنهوض والجلوس، والخروج والدخول، وعند قضاء الحاجة، وإزالة الأذى، لذا خصّ الله تعالى هذه المرحلة بالذكر في كتابه العزيز.

 

أي إذا بلغ الوالدان الكبر أحدهما أو هما معا، وهما في كنفك وكفالتك، قد صارا عندك في آخر العمر كما كنت عندهما في أوله، فيجب عليك أن تحنو عليهما وتشفق عليهما، وتعاملهما معاملة الشاكر لمن أنعم عليه، فلا تتأفف ولا تتضجر مما يستقذره الناس، أو تستثقله النفس ولا تزجرهما، ولا تقسو عليهما بالقول وقل لهما قولا لينا جميلا مهذبا وتواضع لهما، وتذلل لهما، وارفق بهما وادعوا لهما برحمة الله الباقية، بعد رحمتك الفانية، جزاء حُسن تربيتهما ورعايتهما لك حين كنت صغيرا، وكما أن من حقوق الوالدين على الأبناء هو الإنفاق عليهما بالمعروف، فواجب على الأبناء أن ينفقوا على آبائهم إن كانوا فقراء محتاجين، أن يسدّوا حاجاتهم من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ودواء.

 

 

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، إن لي مالا وولدا، وإن والدي يحتاج مالي؟ قال “أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم” رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخاصم أباه في دَين عليه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم “أنت ومالك لأبيك” رواه ابن حبان، فإياك أن تبخل بمالك على والديك، أو تمنّ عليهما بما تعطيه، فإنفاقك عليهما واجب، وليس تطوعا، وهما أحق الناس بعطائك وإحسانك، وكما أن من حقوق الوالدين على الأبناء هو استئذانهما، فعلى الأبناء أن يستأذنوا آباءهم ويحترموا رأيهم ويأخذوا بمشورتهم، فيما يحتاج إلى مشورة واستئذان. 

الدكروري يكتب عن عليكم بطاعة بالوالدين  

الدكروري يكتب عن عليكم بطاعة بالوالدين

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار