المقالات

الدكروري يكتب عن حمالة الحطب أم جميل 

الدكروري يكتب عن حمالة الحطب أم جميل 

بقلم / محمــــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن حمالة الحطب أم جميل

هي امرأة نزل في شأنها قرآن يتلي، وقد توعدها الله عز وجل بنار جهنم عياذا بالله، لأنها كانت تؤذي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكما أنها كانت في فترة من الزمن حماة بنات النبي صلي الله عليه وسلم السيدة رقية وأم كلثوم، إنها السيدة أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، هي أخت الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب، وزوجة أبي لهب عم النبي صلي الله عليه وسلم، وكانت من سادات نساء قريش، وكانت دائما عونا وسندا لزوجها أبي لهب على محاربة وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت دائما تضع الأشواك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تدمي قدميه وكانت تلقي الأشواك أيضا على ثيابه التي يتركها حتى تجف بعد غسلها رغم صلة القرابة التي كانت تربطهم والجوار والمصاهرة. 

 

فقد تزوجت أبا لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنجبت من عم النبى عدة أبناء وهم عتبة وعتيبة ومعتب ودرة وعزة وخالدة، وكان ابنها عتبة متزوجا من أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنها عتيبة كان متزوجا من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللتين تزوجهما عثمان بن عفان بعد أن ضغطت أم جميل زوجة أبي لهب على ولديها أن يطلقا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت جارة للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان بيتها مجاورا لبيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ويُقال إنها تبرعت بعقد ذهب في جيدها من أجل إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، فأبدلها الله حبلا من مسد، فكانت لا تترك عملا يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، إلا حاولت أن تقوم به وتساند زوجها عليه. 

الدكروري يكتب عن حمالة الحطب أم جميل

وكما حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعوة الأباعد فقد حرص الأقارب أيضا، فدعا قومه ورهطه، فصاح بهم يوما على الصفا وهو بمكة، فجعل يُنادي يا بني فهر، ويا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مُصدقي ؟” قالوا نعم، ما جرّبنا عليك إلا صدقا، فقال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فعندما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم، قومه إلى جبل الصفا ليخبرهم بدعوته، قال له أبو لهب تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا، فأنزل الله عز وجل بعد ذلك فيه وفي زوجته سورة المسد، فقال سبحانه وتعالى. 

 

” تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغني عنه ماله وما كسب، سيصلي نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد” ولما سمعت أم جميل زوجة أبي لهب ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن الكريم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق وفي يدها حجرا مستطيلا، فلما وقفت عليهما أخذ الله بصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تعد ترى إلا أبا بكر، فقالت يا أبا بكر أين صاحبك؟ قد بلغني أنه يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، أما والله إني لشاعرة وأنشدت قائلة “مذمما عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا” ثم انصرفت، فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله أما تراها رأتك؟ فقال “ما رأتني، لقد أخذ الله ببصرها عني” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم ؟ يشتمون مذمما، ويلعنون مذمما، وأنا محمد ” رواه البخاري. 

الدكروري يكتب عن حمالة الحطب أم جميل 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار