المقالات

 السعادة في الأعمال الخيرية والتطوعية

جريدة موطنى

 السعادة في الأعمال الخيرية والتطوعية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، الذي كان من فضائلة صلي الله عليه وسلم هو سرور الفرس بركوبه صلي الله عليه وسلم وخضوع البراق له، وحصول البركة لفرس جعيل الأشجعي بضرب النبي صلى الله عليه وسلم لها، فروي عن جعيل الأشجعي قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، وأنا على فرس لي عجفاء ضعيفة، فكنت في آخر الناس فلحقني فقال “سر يا صاحب الفرس” فقلت يا رسول الله، عجفاء ضعيفة”

فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفقة كانت معه، فضربها بها، وقال “اللهم بارك له فيها” قال ” فلقد رأيتني ما أمسك رأسها، أتقدم الناس قال ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا” رواه الطبراني، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابة أجمعين، أما بعد فإن هناك من يرون أن الأعمال الخيرية والتطوعية التي يقومون بها هي غاية سعادتهم لأنهم يرون أن سعادتهم تنبع من سعادة الآخرين فابتسامة من طفل صغير، أو نظرة امتنان من شيخ كبير، أو دعوة صادقة من قلب امرأة ضعيفة تساوي لديهم الدنيا وما فيها من النعيم والخيرات، وهذا النموذج يعتبر أحد النماذج التي ترى أن السعادة الحقيقية هي السعادة الأخروية، فهم على قناعة تامة ويقين جازم أن الدنيا فانية. 

ولن يبقى للإنسان سوى عمله الصالح الذي عمله، أما النماذج السابقة فإنها تعتبر من النماذج التي ترى أن السعادة الحقيقية هي السعادة الدنيوية بحيث يعيش هؤلاء ليستمتعوا بالدنيا وما فيها، متناسين أن هناك حياة أخروية وهناك جزاء وحساب على أعمالهم التي عملوها في الدنيا، باعتقاد أن السعادة الحقة تكمن في ثلاثة أمور هي طاعة الله، وراحة البال، والقناعة، فنحن حينما نستشعر رقابة الله تعالى لنا في كل لحظة، ونحاول بشتى جهودنا أن نطيعه في كل ما يصدر عنا من أقوال أو أعمال، حينها سنشعر بالراحة والسكينة تملأ نفوسنا، فنسعد بحياتنا ونهنأ بعيشنا لأن الله تعالى سيكون معنا في كل لحظة وفي كل خطوة نخطوها، وراحة البال تجعل الإنسان يشعر بالاستقرار والهدوء النفسي، ويعيش بعيدا عن التوتر والقلق.

الذي يصاحب الحياة الآن بإيقاعها المتسارع الذي يسرق الوقت والراحة من البشر بسبب سعيهم المحموم وراء المادة، أو لافتقادهم الإحساس بالأمان، أما قديما كان الإنسان ينعم بالنوم الهانئ، فينام مرتاح البال لأنه لم يظلم فلان، أو يسرق جهد فلان، أو يرتكب أى إثم أو معصية كما يحدث في زماننا هذا، فينبغي علي الداعية أن يكون قدوة حسنة للناس فيما يدعو إليه، وهو بذلك يقدم بذلك الدليل العملي على واقعية الدعوة، وإمكانية أخذ الناس أنفسهم بها، فيسعى الناس إليها هرولة، ويزيد المؤمنين بها إيمانا، وكم أخفقت دعوات على بريقها ورواء مبادئها لأن قيادتها ودعاتها لم يكونوا للناس أسوة وقدوة، فكانوا كبني إسرائيل أمروا الناس بالبر ونسوا أنفسهم.

 السعادة في الأعمال الخيرية والتطوعية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار