المقالات

الدكروري يكتب عن

أول الفتح في حروب الردة

الدكروري يكتب عن أول الفتح في حروب الردة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن أول الفتح في حروب الردة

إن بخروج القائد أسامة بن زيد، للقاء القبائل الشامية المرتده عن الإسلام قل عدد المجاهدين في المدينة وتشتت القوة الإسلامية النامية، مما شجع الخارجين وبخاصة قبائل عبس وذبيان على مهاجمة المدينة، فعسكروا حولها وأرسلوا وفدا إلى الخليفة أبي بكر الصديق ليساوموه على موقفهم بعدم دفع الزكاة، وانتهت المفاوضات بالفشل بسبب التصلب في المواقف، فشن المحاصرون هجوما ليليا بعد ثلاثة أيام، غير أنهم لم يحققوا أي نصر على الرغم من قلة المدافعين وارتدوا على أعقابهم، ثم لاحقهم الخليفة أبو بكر وفاجأهم عند الفجر ليُنزل فيهم هزيمة فادحة، وقتل خلال المواجهة حبال بن طليحة الأسدي على يد عكاشة بن محصن، ونزل أبو بكر الصديق في ذي القصة، وكان ذلك أول الفتح في حروب الردة، ثم عاد الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه إلى المدينة المنورة. 

 

وفي هذه الأثناء عادت حملة أسامة بن زيد بعد سبعين يوما من خروجهم، فأبقاه الخليفة أبو بكر في المدينة حتى يستريح هو وجنده، ثم جهز من الجيوش أحد عشر لواء تتناسب في عديدها وفي إماراتها، وفي وجهتها، مع قوة القبائل التي وجهها إليها ومدى إلحاحها في ردتها، وقد وجه الخليفة أبو بكر الصديق، القائد خالد بن الوليد إلى بزاخة لمحاربة طليحة بن خويلد الأسدي، فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن قام له، وأرسل القائد عكرمة بن أبي جهل نحو مسيلمة بن حبيب الكذاب في اليمامة، والقائد عمرو بن العاص إلى قضاعة ووديعة وبنو الحارث في شمال الحجاز، وأرسل القائد شرحبيل بن حسنة في أثر عكرمة بن أبي جهل لمحاربة مسيلمة الكذاب في اليمامة، وأمره إذا فرغ من اليمامة أن يلحق بعمرو بن العاص إلى قضاعة.

 

كما أرسل المهاجر بن أبي أمية لمحاربة جنود الأسود العنسي في اليمن، ومساعدة الأبناء ضد قيس بن مكشوح ومن تبعه من أهل اليمن، فإذا فرغ يتوجه إلى كِندة بحضرموت، أيضا بعث بخالد بن سعيد بن العاص إلى الحمقتين من مشارف الشام، وعرفجة بن هرثمة إلى مهرة، على أن يلحق أولا بحذيفة بن محصن بعُمان الذي أمره بدوره أن يلحق بحذيفة إن فرغ قبله، وطريفة بن حاجز إلى بني سُليم ومن معهم من هوزان، وسويد بن مقرن إلى تهامة اليمن والعلاء بن الحضرمي إلى البحرين لمحاربة من ارتد بها من ربيعة، ويُضيف البلاذري أميرا آخر هو يُعلى بن مُنبه، حليف نوفل بن عبد مناف، إلى خولان باليمن، وأوصى الخليفة الراشد أبو بكر الصديق، قادة جيوشه بالحيطة والحذر ممن قد يندس بينهم، وعدم مُقاتلة من يجيبهم إلى الإسلام، والرفق واللين بجند المسلمين.

 

وقد تمكن القادة العسكريون المسلمون من القضاء على حركة المرتدين في كامل أنحاء شبه الجزيرة العربية، وقتلوا عددا من مُدعي النبوة فيما تاب عدد آخر، فهزم خالد بن الوليد طليحة الأسدي وحلفائه وأرغمه على الفرار إلى الشام حيث أسلم فيما بعد، وأعدم الأشخاص الذين نكلوا بالمسلمين قبل مجيئه، وأرسل آخرين إلى الخليفة أبي بكر الصديق، وهم موثوقي الأيدي، فتابوا فحقن دمائهم، كما قتل خالد بن الوليد امرأة يقال لها “أم زمل” بعد أن تزعمت جيشا كبيرا من المرتدين، وانسحبت سجاح بنت الحارث إلى قومها بني تغلب لما عرفت بجحافل المسلمين الزاحفة إليها، ثم أسلمت في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقام المسلمون بأسر مالك بن نويرة مع أصحابه ثم قتله ضرار بن الأزور، واختلفت الروايات في قتله. 

الدكروري يكتب عن أول الفتح في حروب الردة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار