قصة

العرنوس

جريدة موطنى

العرنوس

م/ محمود عبد الفضيل

ظلت فكرة الحياة في الأوهام تطاردني فترة طويلة اهرب إلى النوم حتى أبتعد عن الواقع المرير وعند اليقظة أسرح بخيالي إلى بلاد بعيده تشبه المدينة الفاضلة وتطول أحلام اليقظة بالساعات أتخيل فيها يوتوبيا دون مشاكل وفقر ومرض وصراعات وحقد وحسد، أتمتع بالزوجة الجميلة والسيارة الفارهة والمنصب الهام كشخصية شهيرة يشار إليها بالإبهام

أثر ذلك علي دراستي وتحطم حلمي في أن أصبح مهندسا والتحقت بكلية التجارة

كنت أذهب إلى الجامعة وأنا أمر في الشارع الذي أقطن فيه علي طوابير البطالة من جميع التخصصات متخذين من المقاهي أماكن للقاء. كان الفقر يحوم بجناحيه علي المنطقة التي أسكن فيها في المساكن الشعبية. قارنت حييه بحييه زملائي الطلبة من الأثرياء حيث السيارة الفارهة والملابس الأنيقة والفتيات الجميلات التي تتسابق للتعارف عليهم بغرض الزواج أو الحب

كانت الضغوط كبيرة ما بين معاناة في الواقع ويأس من المستقبل. قررت أن أساعد والذي في مصاريف الدراسة بطريقه لا تعطلني عن الدراسة فذهبت إلى إبراهيم تهته وهو ديلر المنطقة وعرضت عليه توزيع البانجو للطلبة من الطبقة المتوسطة في الجامعة حيث إن الطبقة الثرية تفضل أصناف أخرى لا يستطيع توفيرها تهته لغلو ثمنها وعلمت في أول تجربه لي أن تجارة المخدرات أقسام وتخصصات ولكل صنف الدولاب الخاص به. نبهني تهته أن إذا كانت تجارة عين شمس ٤ سنوات فإن تجارة المخدرات ٢٥ سنة. ابتسمت له ابتسامة خفيفة وبدأت في العمل بين الطلبة حتى ذاع صيتي في خلال أيام قليلة واكتشفت أن كثيرا من الطلاب يتعاطون البانجو سواء أولاد أو بنات ومن خلال التعامل تعرفت على كثير من الفتيات من أجمل بنات الجامعة وأصبح وبايلي مشغول دائما باتصالات الزبائن وطلباتهم التي لا تنتهي وكان مكان التسليم في إحدى الحدائق العامة بجوار منزلي بعد انتهاء اليوم الدراسي

وتحولت الحديقة من مكان مهجور إلى جراح يضمن أحدث السيارات لاستلام الطلبات وكمْ كانت دهشتي من حضور بعض السيدات ذات المكانة المحترمة والعائلات الثرية والتعليم العالي لشراء البانجو أو التوصية على أصناف أخرى أحاول تطوير نفسي بالتجارة فيها. وقد رأيت الكثير من الماسي خلال التعامل فهذا يعرض زوجته أو ابنته عليك حتى يحصل علي عرنوس بانجو وذاك يعرض عليك موبايلا غالي الثمن ربما تمت سرقته لشراء الكيف وذاك يسرق ويضرب والدته ليحصل على قيمه الشمه والكل يقف في ذل أمامك وانكسار حتى يحصل على تموينه. كمْ مرة عرض على ساعات قيمه أو مشغولات ذهبية تخلع من اليد من أجل العرنوس…

حينها التقيت بسيده ثريه في منتصف الأربعينيات تشتري المخدرات لابنها المدمن حتى لا تعرضه للخطر تشبه البوليتا في جمال الجسم وبراءة الوجه تعرفت عليها وتزوجها عرفيا ومن خلال الزواج عرضت على أن أكون محللا لبعض صديقاتها مقابل مبالغ مادية جيدة فمن الممكن أن تعيش مع سيده كمحلل أو للمتعة لكسر مللها وتحصل على ١٠ الآلاف جنيه والإقامة فول بورد ويصبح العمل رائجا إذا كانت من جنسية جانبية. عشت ما بين تجارة البانجو ودور المحلل عده سنوات أتقلب بين الشقق المفروشة والفيلات والمنتجعات والكمباوندات واركب أحدث السيارات لم أشعر بالدراسة التي نسيتها ولا الأسرة التي هربت منها وأصبحت لأتعلم عني شيئا.

حاولت أن أكون مثل النعام وادفن راسيا في الرمال ولكن كان السؤال الذي يطرح نفسه دائما وماذا بعد خاصة أنني تركت التعليم وتخرج زملائي من الجامعة وبدا كل منهم يشق طريقه إما بالسفر أو العمل في القطاع الخاص وأصبح الجميع يتهرب مني لأنني سيئ السمعة وبلا مستقبل أو شهادة أو أسره. أحسست بالضياع وأنني في طريق نهايته غير مضمونه قررت أن انفصل عن رشا زوجتي العرفي وأن أعود إلى الأسرة والجامعة حتى أستطيع أن أتدارك نائيا يمكن تداركه. ذهبت إلى رشا وبعد أن نهضنا من السرير أخبرتها برغبتي في الانفصال والرجوع إلى أعلى وتكمله دراستي ولكن رشا كان لها رأي آخر فقد كانت تلك الزوجة العرفية صاحبه أكبر شبكة دعارة في المدينة وكانت تسجل كل اللقاءات الحميمية بيني وبين السيدات اللاتي كن من أفراد الشبكة ولم أكن أتوقع أن يتم رفع تلك الأفلام في المواقع الإباحية للحصول على أموال طائلة. واجهتني رشا بتلك الحقيقة حتى تقطع على باب الرجوع وأعطتني أسماء المواقع وأسماء الأفلام وكان اسم الأفلام عرنوس وفلانة وعرنوس وعلامة… وهكذا العديد والعديد من الأفلام التي كانت تصور وترسل إليها لنشرها.

طلبت مني الاستمرار لتحقيق المزيد من الأموال الطائلة لم أتمالك أعصابي وقمت بخنقها ولم أتركها ألا وهي جثة هامدة

لقد عاشت معرنسه فقد كانت تعشق الكيف وماتت متغطرسة.

بسهولة توصل رجال الشرطة لي عبر كاميرات المراقبة الموجودة داخل البيت وخارجه وتم القبض علي والحكم علي بالإعدام شنقا

وأنا الآن في انتظار التنفيذ

العرنوس

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار