الدكروري يكتب عن شيخ أهل مصر في العهد العباسي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن شيخ أهل مصر في العهد العباسي عبد الله بن وهب وهو أبو محمد الفهري وروي عن ابن وهب قال أخبرني أفلح بن حميد، عن أبي بكر بن حزم، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة الجماعة خمس وعشرون درجة على صلاة الفذ” وروى عباس الدوري، عن يحيى بن معين، سمع ابن وهب يقول لسفيان يا أبا محمد، الذي عرض عليك فلان أمس أجزها لي قال نعم، قلت هذا الفعل مذهب طائفة، وإن الرواية سائغة به، وبه يقول الزهري، وابن عيينة، وروى ابن عدي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المخزومي، عن أبيه، قال كنت عند سفيان وعنده ابن معين.
فجاءه ابن وهب بجزء ، فقال يا أبا محمد، أحدث بما فيه عنك ؟ فقال له ابن معين يا شيخ، هذا والريح سواء، ادفع الجزء إليه حتى ننظر في حديثه، وقال عبد الله بن الدورقي سمعت ابن معين يقول ابن وهب ليس بذاك في ابن جريج، كان يستصغر، وقد ورد أن الليث بن سعد سمع من ابن وهب أحاديث ابن جريج، فمن غرائبه عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال أن رجلا زنى، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فجلد، ثم أخبر أنه محصن فرجمه لكن هذا تابعه عليه أبو عاصم، وأخرجه أبو داود والنسائي، وقال هارون بن معروف سمعت ابن وهب يقول قال لي عبد الرحمن بن مهدي اكتب لي أحاديث عمرو بن الحارث، فكتبت له مائتين، وحدثته بها، وعن عمرو بن سواد قال لي ابن وهب.
سمعت من ثلاثمائة وسبعين شيخا، فما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث، وذلك أنه كان يتحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث، وقال يونس عن ابن وهب، قال ولدت سنة خمس وعشرين ومائة، وطلبت العلم وأنا ابن سبع عشرة، ودعوت يونس يوم عرسي، وقال عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن ابن وهب، قال أرجو أن يكون صدوقا، وعن عبد الله بن وهب، عن العمري عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “لم يسجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو ” وعن أحمد بن صالح قال صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، كله سوى حديثين عند حرملة، قلت ومع هذه الكثرة فيعترف ابن عدي ويقول لا أعلم له حديثا منكرا من رواية ثقة عنه.
وروى أبو طالب، عن أحمد بن حنبل قال ما أصح حديث ابن وهب وأثبته، يفصل السماع من العرض والحديث من الحديث فقيل له أليس كان سييء الأخذ ؟ قال بلى، ولكن إذا نظرت في حديثه، وما روى عن مشايخه وجدته صحيحا، وعن الحارث بن مسكين قال شهدت سفيان بن عيينة ومعه ابن وهب فسئل عن شيء، فسأل ابن وهب، ثم قال هذا شيخ أهل مصر أخبر عن مالك بكذا، وقال أبو حاتم البستي ابن وهب هو الذي عني بجمع ما روى أهل الحجاز وأهل مصر، وحفظ عليهم حديثهم، وجمع وصنف وكان من العباد، وقال يونس الصدفي عرض على ابن وهب القضاء، فجنن نفسه ولزم بيته، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد ابن أخي ابن وهب، حدثني عمي قال كنت عند مالك.
فسئل عن تخليل الأصابع، فلم ير ذلك، فتركت حتى خف المجلس، فقلت إن عندنا في ذلك سنة، حدثنا الليث وعمرو بن الحارث عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا توضأت، خلل أصابع رجليك” فرأيته بعد ذلك يسأل عنه، فيأمر بتخليل الأصابع، وقال لي ما سمعت بهذا الحديث قط إلى الآن، رحم الله عالم الأمة في زمانه عبد الله بن وهب بن مسلم الفقيه المالكي من العهد العباسي، وكان يسكن مصر وهو المولود في الفسطاط سنة مائة وخمس وعشرون من الهجرة، وقد لزم الإمام مالك أكثر من عشرين سنة، وقضى حياته في طلب العلم.
شيخ أهل مصر في العهد العباسي