مقالات دينية

 الإيمان و محاربة المنكرات

جريدة موطنى

 الإيمان و محاربة المنكرات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم هو رحمته بالضعفاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن امرأة سوداء كانت تقمّ المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا ماتت، فقال صلى الله عليه وسلم “أفلا كنتم آذنتموني، دلوني على قبرها” فدلوه فصلى عليها” رواه البخاري ومسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت” رواه البخاري، وعن أبي مسعود البدري الأنصاري رضي الله عنه قال. 

” كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا ” اعلم أبا مسعود ” لله أقدر عليك منك عليه فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار” رواه مسلم، وكما كان من مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم هو رحمته بالصغار، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخلنا مع رسول الله على إبراهيم وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال عبدالرحمن بن عوف وأنت رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم” يا ابن عوف إنها رحمة ” ثم قال صلى الله عليه وسلم ” إن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ” رواه البخاري ومسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يُقعد أسامة على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما.

ويقول ” اللهم ارحمهما فإني ارحمهما ” ودخل الأقرع بن حابس التميمي رضي الله عنه، فرأ النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن أو الحسين، فقال له أو تقبلون أولادكم، إن لي عشرة من الولد، ما قبلت أحدا منهم قط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك” وإن من علامات الإيمان هو محاربة المنكرات، ونشر الخير، والدعوة إلى المعروف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من رأي منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم، ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون. 

ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل” ومن الناس من حظه من الإيمان مجرد الإقرار بوجود الخالق، وأنه الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، وهذا لم ينكره حتى عباد الأوثان والأصنام، وآخرون إيمانهم مجرد النطق بالشهادتين، دون عمل أو متابعة أو استجابة لله تعالى ولرسوله، وآخرون إيمانهم عبادة لله تعالى على وفق أذواقهم، ومواجيدهم وما تهواه نفوسهم، من غير تقيد بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من عند الله سبحانه وتعالى، ومنهم ما وجدوا عليه آباءهم وأسلافهم كائنا ما كان، ولو كان مخالفا للشرع الحنيف، ومنهم إيمانهم مكارم أخلاق.

وحسن معاملة، وطلاقة وجه، ومنهم إيمانهم تجرد من الدنيا وعلائقها، وتفريغ للقلب منها، والزهد فيها، فمن كان هكذا جعلوه من سادات أهل الإيمان، وإن كان منسلخا من ربقة الإيمان علما وعملا، وهذه رهبانية ابتدعوها ما كتبها الله عليهم.

 الإيمان و محاربة المنكرات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار