الدكروري يكتب عن الرحمن الرحيم
الدكروري يكتب عن الرحمن الرحيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الرحمن الرحيم
إن الله عز وجل هو الرحمن الرحيم، وإن من رحمات الله عز وجل الذي كتب على نفسه الرحمة، وسمى نفسه رحمانا رحيما، ومن فضله وإحسانه، ومن جوده وكرمه، أنه عز وجل اسمه وتعالى جده ولا إله غيره، قد فتح أبواب رحمته وتوبته ومغفرته، أمام عباده الذين أسرفوا على أنفسهم، وعملوا السوء بجهالة، ثم تابوا من قريب، وأنابوا إلى ربهم، وأسلموا له، وسارعوا إلى الإقلاع عن الذنوب والمعاصي والآثام، ولازموا الندم، وأكثروا من الاستغفار، فأخبرهم سبحانه، أنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وقد خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله كما جاء فى سورة الأنعام” وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم”
وهو القائل سبحانه كما جاء فى سورة الزمر” قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” والقائل كذلك فى سورة النساء” ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما” وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” قال الله تبارك وتعالى ” يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة” وهو سبحانه وتعالى القائل في محكم تنزيله فى سورة الأعراف ” ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين”
وهو سبحانه القائل حكاية عن نبيه هود كما جاء فى سورة هود ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين” وهو سبحانه القائل حكاية عن نبيه نوح عليه السلام كما جاء فى سورة نوح ” فقلت اسغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا” وهو القائل كذلك فى سورة الشورى “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد” وإن الله سبحانه وتعالى يرضى عن عباده المؤمنين، وإن لرضا الله عن عباده ومحبته لهم علامات، منها توفيق العبد إلى الزيادة في فعل الخير، وتوفيق العبد إلى التوبة، وحفظه لعبده في جوارحه وتوفيقه لكل خير فلا يسمع إلا ما يرضي الله، ولا ينظر إلا لما يرضي الله.
ولا يمشي إلا لما يرضي الله عنه، ويجعل محبة العبد في قلوب الناس، ويكسبه رضا الخلق عنه، ولكن، إذا نظرنا في حياتنا، وتأملنا أحوالنا، وحاسبنا أنفسنا، ونحن الذين اشرأبت أعناقنا إلى السماء، نطمع من ربنا أن يرحمنا بقطرات من الماء، يروي بها ظمأ الخلائق والعباد، ويسقي بها الأرض والبلاد، نجد أن مظاهر الرحمة وتجلياتها قد قلت وانحصرت بل كادت تغيب وتنعدم، وبسبب انتزاع الرحمة، قست القلوب، وتحجرت الأفئدة، وفسق الناس عن أمر الله، وانحرفوا عن الطريق القويم والصراط المستقيم، فكان ذلك مانعا رئيسيا من الموانع التي حالت دون تنزل الرحمات والبركات من رب العباد، فهلا استيقظنا من نومتنا؟ وهلا قمنا من غفوتنا؟ وهلا صحونا من سكرتنا؟
الدكروري يكتب عن الرحمن الرحيم