إشراقات مع أبو يزيد البِسطامِي
إعداد/ محمد أحمد غالي
أبو يزيد البِسطامِي هو: “طيفور بن عيسى بن شروسان البِسطامِي” لُقب بـسلطان العارفين، من أهل القرن الثالث الهجري. ولد في بسطام في بلاد خراسان فى عام ١٨٨ هـ. له اسم فارسي ” بايزيد ” وعرف باسم ” طيفور ” وكان جده مجوسياً ثم دخل الاسلام . له أخوان هما آدم وعلي وكلهم زهاد عباد، وأبو يزيد أجلهم حالا ومقاما. وهو متصوف إسلامي وروحاني وقد ترك بصمةً كبيرةً في عالم التصوف، على الرغم أنه لم يترك أي كتب أو مؤلفات لكن اتبعه العديد من التلامذة والمقلدين، ويعرف أتباعه بالطيفورية أو البسطامية. سأله رجل فقال:- دلنى على عمل أتقرب به إلى ربى عز وجل، فقال أبو اليزيد:- أحبب أولياء الله تعالى ، ليحبوك فإن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه فلعله أن ينظر إلى إسمك فى قلب وليه فيغفر لك. قام أبو يزيد البسطامي يتهجد من الليل فرأى طفله الصغير يقوم بجواره فأشفق عليه لصغر سنه ولبرد الليل ومشقة السهر فقال له : ارقد يا بني فأمامك ليل طويل.
فقال له الولد: فما بالك أنت قد قمت؟ فقال : يا بني قد طلب مني أن أقوم له. فقال الغلام : لقد حفظت فيما أنزل الله في كتابه : ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ) فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟. فقال الأب : إنهم أصحابه. فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله .
فقال الأب وقد تملكته الدهشة : يا بني أنت طفل ولم تبلغ الحلم بعد، فقال الغلام : يا أبت إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها .. فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن أهملنا في طاعته.
فانتفض أبوه من خشية الله وقال : قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك…!
ومن الجدير بالذكر أن لقيام الليل لذة عظيمة ولأجل هذه اللذة كان السلف رضوان الله عليهم أجمعين يفرحون بقدوم الليل ويحزنون على ذهابه. وصفه أبو الحسن الشاذلى بأن له صولة بل كلامه من أقوى ما تقرأ من كلام الصالحين وأسرعه تأثيراً. توفي رضى الله عنه فى عام ٢٦١ هـ، ودفن ببسطام عن عمر يناهز ٧٣ عاما.
إشراقات مع أبو يزيد البِسطامِي