المقالات

الدكروري يكتب عن التوازن بين مطالب الروح والجسد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق، يقول “اللهم جمل خُلقي كما جمّلت خَلقي” فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع المسلم، حتى عندما جاء الإسلام أقر بعض أخلاق الجاهلية التي تتوافق مع قيم الإسلام وألغى بعضها الآخر، فكان من ضمن دعاء الرسول الدعاء بالخُلق الحسن فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول “اللهم اهدني لأحسن الأعمال، وأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال، وسيء الأخلاق، فإنه لا يقي سيئها إلا أنت” وكان رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يقول “اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء” وإن من خصائص الأخلاق، هو التوازن بين مطالب الروح والجسد.

فلا تمنع حاجة الجسد من الشهوات والرغبات بل تضعها في إطارها الشرعى، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ” قل من حرم زينة الله التى أخرج لعبادة والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون” فمن حق الإنسان في إشباع رغباته بالضوابط الشرعية مع إشباع الروح بالذكر والطاعة والعبادة، وإن الأخلاق الإسلامية صالحة لكل إنسان ولكل زمان ومكان مع اتصافها بالسهولة واليسر ورفع الحرج، فيقول الله تعالى ” وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج” وإن الأخلاق الإسلامية صالحة لكل إنسان ولكل زمان ومكان مع اتصافها بالسهولة واليسر ورفع الحرج، وكذلك لا يحكم على الأفعال بظاهرها فقط ولكن تمتد إلى النوايا والمقاصد والبواعث التي تحرك هذه الأفعال الظاهرة.

فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنما الأعمال بالنيات” وإن من مبادئها أن تقنع العقل وترضي القلب، فما من نهي شرعي إلا معه مسوغات ودوافع تحريمه، ويعرف الخلق في اللغة العربية بالطبع والسجية لأن صاحبها قد قدر عليه، وفي مقولة أخرى هي الدين والمروءة، حيث قال العلامة ابن فارس الخاء واللام والقاف أصلان، أحدهما تقدير الشيء، والآخر ملامسة الشيء، والأخلاق في الاصطلاح هي هيئة راسخة في النفس، يصدر عنها العديد من الأفعال بشكل سهل ومُيسّر، دون الحاجة للتروي أو التفكير، فمن الممكن أن يصدر عن هذه الهيئة أفعال مذمومة أو محمودة، فتعتبر الأخلاق الإسلامية من سمات المؤمنين الصالحين، حيث تساعدهم على تجنب الوقوع في العيب، واللوم، والنقد، ولا تجعل صاحبها يميل إلى الخطيئة أو الإجرام.

لأن الأخلاق تعتبر من الهدي النبوي، والوحي الإلهى، وهي خُلق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر مكارم الأخلاق بناء شيده أنبياء الله الكرام عليهم السلام، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتمم ذلك البناء، من أجل أن يكتمل صرح مكارم الأخلاق، كما أن امتلاك الإنسان للأخلاق دون امتلاكه للدين هو أمر لا فائدة منه، وتتبين أهمية الأخلاق بالإسلام لعدة أمور، منها اختيار الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون الغاية من بعثته هي الدعوة لمكارم الأخلاق، فقد بيّن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب مدى أهمية الخُلق، بالرغم من وجود العديد من الأمور الأهم من الأخلاق مثل العقيدة، والعبادة، إلا أن الخُلق يبرز بشكل أكبر أمام الناس أكثر من سائر الأعمال الإسلامية،

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار