الدكروري يكتب عن الدعوة إلى الزواج
الدكروري يكتب عن الدعوة إلى الزواج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الدعوة إلى الزواج وبناء الأسر أمر ضروري، حتى لو كان كل من الرجل والمرأة عندهما مال يستغني به عن الآخر فالزواج فيه الاستقرار والسكينة المساعدة لتحقيق الهدف الاقتصادي، والإسلام يعتبر الأمة الإسلامية أمة واحدة، لا يحول بينهم وبين هذه الوحدة حائل من لون أو جنس أو لغة، ويبذل في سبيل تجسيد هذه الوحدة كل الوسائل، فإنه يتخذ من الحض على الزواج من غير الأقارب وسيلة يتحقق منها ما لا يتحقق بزواج الأقارب الذين لهم صلة الرحم، ولعل من الحكمة في تعدد الزوجات هو توثيق عُرى الود والحب في المجتمع المسلم بالمصاهرة والنسب إذ الذين ارتبطوا بروابط النسب يكون تماسكهم وتساندهم وتآلفهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، أو كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
والأسرة تقوم بتربية أولادها على الفضائل الاجتماعية، ويتطبع بها الأفراد كبارا وصغارا على أساس المبدأ القرآني، حيث قال الله تعالى فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب” وخير قدوة في تحقيق هذا الهدف الاجتماعي من تكوين الأسرة هو الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تزوج بالسيدة عائشةَ بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وتزوج بحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وبهذا ارتبط بصاحبيه الكبيرين برابط المصاهرة، فعزز الأخوة الإسلامية لهما في الله بالمصاهرة، وأيضا زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية لعثمان رضي الله عنه فلما توفيت عقد له على شقيقتها أم كلثوم، وزوّج ابنته فاطمة رضي الله عنها لابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كما أنه يمكن من خلال تحقيق الهدف الاجتماعي تكثير الأمة حتى تواجه الخطوب بسواعد قوية، وقوى عاملة تستثمر خيرات الأرض بكثرة قاهرة، وعقول جبارة، والوقوف بجانب بعضهم البعض في مساعدة إخواننا المسلمين، والأسرة لها أثر عظيم في نهضة الأمة، ورفع مستواها الاقتصادي نتيجة لتوفير الأيدي العاملة اللازمة لاستصلاح الأراضي، واستثمار الموارد، واستخراج الثروات الطبيعية برا وبحرا، وكل هذا يؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لما تحتاجه الأمة من مواد زراعية وصناعية، ومن ثم تقوم الأمة بتصدير ما يفيض لديها من موارد، وتقوم بحماية نفسها من سيطرة الأعداء، ولا يتم هذا إلا بالأيدي العاملة، والعقول المفكرة، والجماعات المتعاضدة، لذا رغب الإسلام في التناكح والتناسل وكثرة الأمة، وحث عليه، ونهى عن الخصاء، وهجر النساء تبتلا.
والأحسن والأولى أن يتزوج الولود الودود، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال “إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال “لا ” ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم” فمن الزواج يتحقق الهدف الاقتصادي الذي نريده للأسرة، فإذا كانت الزوجة ذات صنعة، فإنها تعين زوجها من دخل هذه الصنعة، وعن السيدة أم سلمة رضي الله عنه قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقالت زينب امرأة عبدالله “أيجزيني من الصدقة أن أتصدق على زوجي وهو فقير، وبني أخ لي أيتام، وأنا أنفق عليهم هكذا وهكذا، وعلى كل حال؟ قال صلى الله عليه وسلم “نعم” قال وكانت صناع اليدين” رواه ابن ماجه.