الدكروري يكتب عن الرسول الكريم وركانه القرشي
الدكروري يكتب عن الرسول الكريم وركانه القرشي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عندما هم عبد المطلب جد النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم أن يفي بعهده وأن يذبح ولده عبد الله، قد أعظمت قريش ذلك، وقامت سادة قريش من أنديتها إليه ومنعوه من ذلك وقالوا له والله لا نفعل حتى تستفتي فيه فلانة الكاهنة أي لعلك تعذر فيه إلى ربك لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه أي ويكون سنة، ولعل المراد إذا وقع له مثل ما وقع لك من النذر وقال له بعض عظماء قريش لا تفعل إن كان فداؤه بأموالنا فديناه، وتلك الكاهنة قيل اسمها قطبة وقيل غير ذلك كانت بخيبر فأتها فاسألها فإن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته، فأتاها مع بعض قومه وفيهم جماعة من أخوال عبد الله بن مخزوم، فسألها وقص عليها القصة فقالت ارجعوا عني اليوم حتى يأتي تابعي فأسأله، فرجعوا من عندها ثم غدوا عليها، فقالت لهم قد جاءني الخبر كم الدية فيكم؟
فقالوا عشرة من الإبل، فقالت تخرج عشرة من الإبل وتقدح، وكلما وقعت عليه يزاد الإبل حتى تخرج القداح عليها، فضرب على عشرة فخرجت عليه فما زال يزيد عشرة عشرة حتى بلغت مائة، فخرجت القداح عليها، فقالت قريش ومن حضره قد انتهى رضا ربك، فقال عبد المطلب لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات أي ففعل ذلك وذبح الإبل عند الكعبة لا يصدّ عنها أحد، أي من آدمي ووحش وطير، فكان عبد المطلب أول من سن دية النفس مائة من الإبل بعد أن كانت عشرة، وكان عبد الله بن عبد المطلب من أحب ولد أبيه إليه، ولما نجا من الذبح وفداه عبد المطلب بمائة من الإبل، زوجه من أشرف نساء مكة نسبا، وهي السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ولم يلبث أبوه أن توفي بعد أن حملت به آمنة، ودُفن بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار.
فإنه كان قد ذهب بتجارة إلى الشام فأدركته منيته بالمدينة وهو راجع، وترك هذه النسمة المباركة، وكأن القدر يقول له قد انتهت مهمتك في الحياة وهذا الجنين الطاهر يتولى الله سبحانه وتعالى، بحكمته ورحمته تربيته وتأديبه وإعداده لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور، وجاء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وشب علي القوة والشجاعة والإقدام، وهناك رواية حسنها الألباني وفيها ” وقد صارع النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رجلا معروفا بقوته يسمى ركانة، فصرعه أى غلبه وهزمه، فالنبى صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم صارعه وكان شديدا، فقال شاة بشاة، فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال عاودني في أخرى، فصرعه، فقال عاودني، فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم الثالثة،
فقال الرجل ماذا أقول لأهلي؟ شاة أكلها الذئب، وشاة نشزت، فبما أقول في الثالثة؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم” ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك” وقال ابن كثير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن يزيد بن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل مرة على مائة من الغنم فلما كان في الثالثة قال يا محمد، ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليّ منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وردّ عليه غنمه” ولقد كانت شجاعة وقوة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أمرا ظاهرا في حياته وسيرته، فيقول القاضي عياض “أما الشجاعة والنجدة، فالشجاعة فضيلة قوة الغضب وانقيادها للعقل، والنجدة ثقة النفس عند استرسالها إلى الموت حيث يحمد فعلها دون خوف.