أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة تطلب خادما

الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة تطلب خادما

بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي أن الإمام على بن أبي طالب رضى الله عنه، أقبل على السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها ودخل وهو منهك متعب مجهد من طبيعة الحياة وشدتها وكسب العيش وكده، فقال والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، والسانية البعير الذي يستقى به الماء، كان علي يسقي الماء عن طريق الناقة وأحيانا بنفسه، قال قد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه، حيث انتصر المسلمون في معركة، وكان عند الرسول صلى الله عليه وسلم سبي، فقال اطلبي منه خادما، فأنت ابنته أقرب الناس إليه وأحبهم إلى قلبه فذهبت السيدة فاطمة إلى أبيها صلى الله عليه وسلم فقال “ما جاء بك يا بنية؟” قالت جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تذكر حاجتها، وقد قالت عندما قال علي ذلك وأنا قد طحنت في الرحى حتى مجلت يداي.

والمجل، هو ثخن الجلد ووجود البثور فيه، وذلك من كثرة ما كانت تطحن الشعير رضي الله عنها وأرضاها، فلما ذهبت إلى أبيها استحيت أن تذكر حاجتها فرجعت، فقال الإمام علي كلمتيه؟ قالت لا، فأخذها علي وذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال علي والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداي، قال وقد أتى الله بسبي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال “والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانها” فهناك أولويات، فهذان يريدان خادما، وفي المسلمين من أهل الصفوة من لا يجد طعاما، فقال صلى الله عليه وسلم ” والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم”

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك في نهار اليوم، وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم في مسائه وليله يأتي إليهما، ويطرق عليهما بابهما، وقد دخلا في كسائهما، وعليهما غطاء إن غطيا الرأس بدت الأقدام، وإن غطيا الأقدام بدا الرأس، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأرادا أن يقوما فقال “مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا بلى يا رسول الله، فقال كلمات علمنيهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا ثلاثا وثلاثين، فذلك خير لكما من خادم” فقال علي بن أبى طالب رضى الله عنه فما تركتها منذ سمعتها، فقال ابن الكواء ولا ليلة صفين؟ قال ولا ليلة صفين يا أهل الطرق، أي يا أهل الفتن.

وقد قيل عن السيدة فاطمة الزهراء بالذرية الحبيبة، فقد قضت حكمة الله عز وجل أن ينقطع نسل بنات النبي صلى الله عليه وسلم الأخريات، وألا يبقى أبناؤهن، فلم يبق نسل متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ونعلم كيف كان النبي يحب الحسن والحسين، وكيف كان يحني ظهره فيرتحله الحسن والحسين فيقول “نعم الراكبان أنتما، ونعم الجمل جملكما” وعندما جاء الحسن والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب في المسجد فعثر في مرطه نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره وأخذه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعو الحسن والحسين إلا بابني، وكانا يدعوانه “يا أبتي” فالسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها أبقت لنبي الله صلى الله عليه وسلم، بفضل الله عز وجل من يقول له أب، ومن يقول هو لهم أبناؤه.

الدكروري يكتب عن السيدة فاطمة تطلب خادما


اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار