منوعات

الدكروري يكتب عن الفرق بين روح الظالم وروح المؤمن

الدكروري يكتب عن الفرق بين روح الظالم وروح المؤمن

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

 

إن أثناء خروج الروح من الإنسان تحدث أهوال ومصاعب وسكرات نادي بها المصطفي صلي الله عليه وسلم فقال ” اللهم هون علينا سكرات الموت ” فإن روح الظالم تمتنع من الخروج برعبها وخوفها من عذاب الله، فتنتزع منه بقوة، أما روح المؤمن فتنشط بسهولة ودون ممانعة لشوقها إلى ربها، والحاصل أن روح الرجل الصالح تنساب بهدوء، وهذا التخفيف على المؤمن عند خروج الروح لا ينافي أنه قد يشدد عليه عند الاحتضار أو بطريقة الموت نفسها أحيانا، فإن الأغلب خفة الاحتضار على المؤمن وشدته على الكافر عقوبة له، أما الأنبياء فإنما يشدد عليهم في السكرات حتى يزاد لهم في الأجر، وقد جاء في صحيح الجامع من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر”

 

فرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم أجمعين، كان يقول عند موته “لا إله إلا الله إن للموت لسكَرات” وقد صح ذلك في البخاري، ففي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم” وقال أهل العلم إن الإنسان في قبره تعاد له روحه، وتحصل مساءلة من الملكين، وإنه يسمع نعال الذين قبروه إذا انصرفوا، وهذا لا يدل على أن المقبور يعلم كل ما يجري خارج القبر لا ولا أن أصحاب القبور يسمعون كل شيء لا بل نثبت ما ثبت، ونسكت عمّا لم يثبت، وقد ثبت سماع قرع النعال في الحديث، أما غير ذلك من الأمور الأخرى فإنه لا يتثبت ولا ينفى، واعلموا أن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم، وأنكم عند انتقالكم من الدنيا لا بد أن يمتحنكم ويسألكم ويجازيكم.

 

فمن كان في الدنيا ثابتا على الصراط المستقيم ثبته الله عند مماته وفي قبره وبُشّر بالفوز والنعيم، ومن كان في هذه أعمى معرضا عن الله وعن طاعة الله فلا بد أن يلاقي ما قدمت يداه، أما ولو نشر لنا أهل القبور لحدثونا بما وصلوا إليه من عظائم الأمور وقالوا قد وجدنا ما وعدنا الله ورسوله حقا، ولم نفقد من أعمالنا مثقال ذرة من خير أو شر، فأصبحنا مرتهنين صدقا، أمّا طائعنا فقد اغتبط بعمله ولقي الفوز والرّوح والريحان، وأما عاصينا فقد باء بالخيبة والحسرة والهوان، يتمنون الرجوع إلى الدنيا ليتوبوا، ويودون أن لو مُكِّنوا ليعملوا صالحا وينيبوا، ونحن إلى ما صاروا إليه صائرون، فلنتب إلى ربنا ما دمنا في زمن الإمهال، ولنتقرب إلى ربنا بصالح الأعمال، وإن من أكثر من ذكر الموت، أكرم بثلاثة أشياء، وهي تعجيل التوبة، وقناعة القوت، ونشاط العبادة.

 

ومن نسي الموت، عُوقب بثلاثة أشياء، تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة، وقيل أنه دخل رجل على أبى ذر الغفارى رضى الله عنه، فجعل يقلب بصره في بيته، فقال يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال إن لنا بيتا نوجه إليه صالح متاعنا، قال إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا، قال “إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه” فتأمل في هذا الفقه النبيه، إذ قال أبو ذر “إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه” فالمنزل للدنيا، وصاحبها هو الله عز وجل، وقد قال الله تعالى فى سورة غافر “يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخره هى دار القرار”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار