المقالات

الدكروري يكتب عن عندما ضحك رب العالمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن شعيرة السلام التي أنعم الله بها علينا، فلنحيها في المجتمع على من عرفنا ومن لم نعرف، ونعلمها نساءنا وأطفالنا بأقوالنا وأفعالنا معهم وأن نجعلها على ألسنتنا عند دخولنا وخروجنا من بيوتنا ومجالسنا وأعمالنا، وأن تكون كذلك في اتصالاتنا ومراسلاتنا وأن لا نبدلها بغيرها، لأن للسلام فوائد كثيره ومنها أن فيه امتثال لسنة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، وإحياء سنة آدم عليه السلام، وأنه من علامات الإسلام، وأنه من حقوق المسلمين على بعضهم بعضا، وأنه من أسباب حصول المحبة، وأنه من أسباب دخول الجنة، وأنه من خصائص أمة الإسلام، وأن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام، وكما هو من أسباب مضاعفة الأجر، ومن أسباب حصول البركة، ومن أسباب حصول السلامة، وكما أن السلام اسم من أسماء الله الحسنى، وصدقة على الناس.

وكما أن السلام من موجبات مغفرة الله عز وجل، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال تبارك الذي نجاني منكى، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها تسألني غيرها، فيقول لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول يا ابن آدم.

ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأولتين فيقول أي رب، أدنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال بلى يا رب لا أسألك غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول يا رب أدخلنيها فيقول يا ابن آدم ما يصريني منك ؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ فضحك ابن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك ؟ قال هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالوا مم تضحك يا رسول الله ؟ قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ فيقول إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاء قادر” وهذا الحديث صحيح رواه مسلم، وذكروا أن موسى عليه السلام كان هناك رجلا من قومه يؤذيه بأنواع من الأذى وموسى يحاول أن ينصحه وأن يكف عنه شره وذاك الرجل يزداد سوءا وشرا فاشتكى موسى إلى الله تعالى قال “يارب إن فلان فعل كذا وكذا فيارب خلصني منه” فأوحى الله تعالى إلى موسى قال له” يا موسى قد جعلت عقابه إليك” أى أنت تريد به عقوبة معينه فلك ذلك، فرآه موسى عليه السلام في وسط الطريق يوما فأقبل ذلك الرجل كعادته يسب موسى عليه السلام ويتنقصه فغضب موسى عليه السلام فقال يا أرض خذيه.

قالوا فانشقت الأرض فدخل الرجل إلى ركبتيه فصاح قال يا موسى تبت، يا موسى أغثني، فقال موسى يا أرض خذيه، فانشقت الأرض ودخل إلى حقويه أى حوظه، فلا زال يستغيث يا موسى تبت، وموسى عليه السلام لا يستجيب له حتى بلعته الأرض كله، فأوحى الله تعالى إلى موسى، قال يا موسى ما أقسى قلبك، وعزتي وجلالي لو استغاث بي لأغثته، وهذه القصة ذكرها الإمام ابن أبي الدنيا في كتابه مستجابي الدعوة وهي بلا شك من الإسرائيليات.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار