المقالات

الدكروري يكتب عن صيانة المساجد

الدكروري يكتب عن صيانة المساجد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أمرنا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم علي صيانة المساجد عما يؤذى الناس ومن ذلك أن تصان المساجد عن البزاق والنخامة فيها

، وأن تصان عن أن يدخلها من أكل ثوما أو بصلا أو ما في معناهما مما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها،

أو يتعاطى شرب الدخان، أو كان قذر الثياب منتن الرائحة لأنه يؤذي إخوانه المسلمين بما يصدر منه من روائح مستقذرة،

وأيضا الاحتراز عند دخول المساجد بشيء قد يؤذي الناس من سلاح ونحوه، وأما إقراره صلى الله عليه وسلم الحبشة على لعبهم بالحراب

والسيوف في المسجد يوم العيد فهو مخصوص بما أقره صلى الله عليه وسلم، من جهة التدريب على الحرب، والتمرين فيه والتنشيط عليه

، فهو من باب المندوب، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب والوسائل المعينة على الجهاد وأنواع البر.

وأن تصان عن رفع الأصوات فيها، فمن طبيعة المساجد أنها دار للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل وهذا يتطلب جوا من الخشوع والهدوء

لا يناسبه أن يرفع الناس أصواتهم، ويتأكد المنع إذا كان في رفع الصوت تشويش على المصلين وشغل لهم عن العبادة والخشوع فيها،

وعن السائب بن يزيد قال كنت قائما في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما

، قال من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا من أهل الطائف، قال لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما،

ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال ابن رجب ورفع الأصوات في المسجد على وجهين، أحدهما أن يكون بذكر الله

وقراءة القرآن والمواعظ وتعليم العلم وتعليمه، فما كان من ذلك لحاجة عموم أهل المسجد إليه.

مثل الأذان والإقامة وقراءة الإمام في الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، فهذا كله حسن مأمور به، وما لا حاجة إلى الجهر فيه، فإن كان فيه أذى لغيره

ممن يشتغل بالطاعات كمن يصلي لنفسه ويجهر بقراءته، حتى يغلط من يقرأ إلى جانبه أن يصلي،

فإنه منهي عنه، وأما الوجه الثاني وهو رفع الصوت بالاختصام ونحوه من أمور الدنيا، فهذا هو الذي نهى عنه عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة

، ومن ذلك أيضا إصدار النغمات الموسيقية، أو الأغاني عبر الهواتف المحمولة وغيرها من الأمور التي تحرم في كل مكان فضلا عن المساجد فهذا هو المسجد

وهذه هي وظيفته فاعرفوا دوره وانهلوا من عطاءه يكن لكم أوفر الحظ والنصيب بإذن الله جلا وعلا، وإن المساجد هي رياض رحبة تقام فيها مجالس العلم والذكر لتعليم الدين.

وحفظ القرآن العظيم، ومدارسة سيرة سيد المرسلين، ويتلقى الناس فيها التربية والأخلاق، ومعرفة السنة والبدعة،

والحلال والحرام، وفيها أقام فقراء المهاجرين، واستقبلت الوفود وعقدت الألوية والرايات، ومنها انطلقت البعوث وأرسلت الجيوش

، وأمر الله جل وعلا بتطهيرها من أرجاس الشرك والكفران ، فقال تعالى “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا” كما أمر الله سبحانه وتعالى بتعميرها

بالطاعات والقربات، فقال تعالى فى سورة النور ” فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال”

وقدأضافها الله جل وعلا إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال، وشهد لعمّارها بالإيمان، كما توعد من منع فيها ذكره أو تسبب في خرابها بالخزي في الدنيا،

والعذاب العظيم في الآخرة، فقال تعالى فى سورة البقرة “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار