المقالات

الدكروري يكتب عن أولى الناس بالله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد رغبت احاديث النبي الكريم صلي الله عليه وسلم في إفشاء السلام، فهذه التحية اصطفاها الله لنا في الدنيا وفي الآخرة، لأن السلام تحية الملائكة للمؤمنين في الجنة، وهو تحية أهل الجنة في الجنة، وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم رد السلام من حق الطريق، ورحمة الله تعالي تنال بإفشاء السلام، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ” رواه أبو داود والترمذي، والمعنى أطوعهم لله كما في رواية أخرى، أي أقرب الناس من المتلاقيين إلى رحمة الله من بدأ بالسلام، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر كأنه يقول مذنب، فجعل يقول أقصر أقصر عمَّا أنت فيه.

قال فيقول خلني وربى، قال حتى وجده يوما على ذنب استعظمه، فقال أقصر، فقال خلني وربي، أبعثت علينا رقيبا؟ فقال والله لا يغفر الله لك أبدا، ولا يدخلك الله الجنة أبدا، قال فبعث الله إليهما ملكا، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر أتستطيع أن تحظر على عبدى رحمتي، فقال لا يا رب، قال اذهبوا به إلى النار” قال أبو هريرة والذي نفسي بيده، لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته، رواه أبو داود وأحمد، وقيل كان احد الصالحين جار لاحد الفسقة الذين ادمنو الخمر، والمعاصى، فلما مات هذا العاصى وطلب الناس من هذا الصالح ان يصلى عليه، تافف الصالح وقال هذا رجل فاسق كيف اصلى عليه، وفى تلك اليلة، نام هذا الرجل الصالح، وفى المنام راى مفاجاة، وهى ان هذا الفاسق كان يصلى فى الجنة.

وجن الجنون هذا الرجل الفاسق فذهب الى امراة الفاسق, وسالها ماذا كان يفعل زوجك، قالت ما كان يفعل الا ما ريتم الا انه كان كل اسبوع يجمع اطفال الحى اليتامى ويقول لهم ادعو لعمكم عسى ان يغفر الله له، وقيل أنه جاءت امرأة الى داود عليه السلام، فقالت يا نبي الله هل ربك ظالم أم عادل ? فقال داود ويحك يا امرأة هو العدل الذى لا يجور، ثم قال لها ما قصتك قالت أنا أرملة عندى ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدى، فلما كان أمس شددت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلغ به أطفالى، فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينة لاأملك شيئا أبلغ به أطفالى، فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار.

فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها، فقال لهم داود عليه السلام ما كان سبب حملكم هذا المال، قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فالتفت داود عليه السلام إلى المرأة و قال لها رب يتجر لكى في البر والبحر و تجعلينه ظالما، وأعطاها الألف دينار وقال أنفقيها على أطفالك، لقد حرص الصحابة علي إفشاء السلام لما فيه من البركة، فعن الأغر أغر مزينة رضي الله عنه قال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار، فمطلني به، فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال ” اغد يا أبا بكر فخذ له تمره” فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح ، فوجدته حيث وعدني ، فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه، فقال أبو بكر رضي الله عنه أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل ؟ لا يسبقك إلى السلام أحد، فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا “رواه الطبراني.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار