مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن وقال ربكم ادعونى أستجب لكم

الدكروري يكتب عن وقال ربكم ادعونى أستجب لكم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

قيل لمالك بن مغول وهو جالس في بيته وحده ألا تستوحش ؟ فقال ويستوحش مع الله أحد ؟ وكان حبيب أبو محمد يخلو في بيته ويقول من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ومن لم يأنس بك فلا أنس، وقال غزوان إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي، فربنا سبحانه وتعالى يقول ” وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان” وقال سبحانه وتعالى ” وقال ربكم ادعونى أستجب لكم” والدعاء عند الهمّ والغمّ والكرب وعظيم الخطب أمر مطلوب قبل ذلك وبعده، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح يقول ” اللهم إنى أعوذ بك من الهم والغم” ودعوة ذو النون بلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

 

ودعاء الكرب كما في البخارى ” لا إله إلا الله العظيم الحليم” فادعوا الله يُجبكم ربكم، وإن من مفاتيح الفرج ذكر الله عز وجل، فقد قال تعالى ” فاذكرونى أذكركم” ولا تطمئن القلوب وتأنس، وتنشرح وتنبسط إلا بذكر الله، فإذا أصابك همّ أو غمّ من مرض أو دين أو أزمة أو غير ذلك من مصائب الدنيا فأكثر من لا إله إلا الله، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأكثر من قول إنا لله وإن إليه راجعون، فذكر الله يُذهب الهم، ويُزيل الغم، ومن مفاتيح الفرج هو الاستغفار، فأكثروا من الاستغفار، فإن الاستغفار سبب لتفريج الهموم والغموم، فقد قال الله سبحانه عن نبى الله نوح أنه قال لقومه ” فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين”

 

فأكثروا من الاستغفار، فالاستغفار المقارن للتوبة والإقلاع والندم توبة صادقة، فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا” فمن واظب ولازم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن مفاتيح الفرج هو إعانة المحتاجين، والقيام على المعوذين من المساكين والأرامل والفقراء وغير ذلك، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب الآخره ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة” فالقيام على المحتاجين وإعانتهم ومساعدتهم، وقضاء حوائجهم.

 

وتسديد ديونهم سبب لتفريج الكربات وإغاثة اللهفات، ومن ذلكم بر الوالدين، والإحسان إليهما وإدخال السرور عليهما فقد قال الله تعالى فى كتابه ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا” ومن ذلك الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فجاء أحدهم وقال اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فدعا الله تعالى وتوسل إليه فانفرج عنهم ذلك، وإن بر الوالدين من أسباب تفريج الكربات، وإزالة الأزمات، فإذا أردت أن تعرف رضا ربك عنك فانظر إلى برّك لوالديك، وإذا أردت أن تنظر إلى حُسن مستقبلك، وجميل عاقبتك فانظر إلى برك بوالديك، فرضى الله في رضى الوالدين.

 

ومن ذلكم أيضا هو رد المظالم والحقوق إلى أهلها، وإعطائهم حقهم، فإن ذلك سبب لتفريج الكربات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدّين ” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه” فأدووا الحقوق إلى أهلها، وأعطوهم حقوقهم من زوجة وولد، وعمال وخدم وغير ذلك، فقد تحرم الخير ويستمر فيك الهم والغم والقلق بدعوة مظلوم عليك، وإلى أن بعض الناس الذين تركوا أعمالا محرمة، مثل بعض الأعمال التى بها الشبهات ووظائفها لم يعثروا على وظائف، وبقوا فترات طويلة بدون عمل حتى وقع بهم الشك والحيرة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار