الدكروري يكتب عن رحلة موسي ويوشع عليهما السلام
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن رحلة موسي ويوشع عليهما السلام
لقد كانت للرحلة العظيمة لنبي الله موسي للعثور علي العبد الصالح، الأثر الكبير على على النبي يوشع بن نون عليه السلام وعلى نبي الله موسى عليه السلام إذ استفادا من الدروس العظيمة التي قدمتها لهما تلك الرحلة، فقال الله تعالى في كتابه الكريم كما جاء فى سورة الكهف” وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا” وقد بدأت الرحلة بأمر الله تعالى أن يخرج ويأخذ معه حوتا حتى يصل إلى مكان يُفقد فيه ذلك الحوت حيث سيكون ذلك الرجل الصالح في ذات المكان الذي سيفقد فيه الحوت، فعندما بلغا الصخرة غلبهما النعاس، فناما وخرج الحوت من مكانه وعاد إلى البحر، وعندما استيقظا تابع نبى الله موسى مع فتاه الرحلة في البحر ونسيا تفقد أمر الحوت.
وبعد أن نال منهما الجوع والتعب تفقدا الحوت فلم يجداهُ فظنا بأنهما نسيا الحوت عند الصخرة، وعادا إليها فوجدا العبد الصالح عندها، وقد أخبر الرجل الصالح نبى الله موسى عليه السلام بأنه لن يطيق معه صبرا وأن سيلقى في هذه الرحلة ما يدفعه إلى الالحاح في السؤال لمعرفة الأسباب وراء ما سيحدث، فأخبره عليه السلام بأنه سيكون صابرا إن شاء الله، وبدأت الرحلة حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ووضع في هذا الخرق وتدا، وهنا غضب نبى الله موسى عليه السلام، وأنكر على العبد الصالح فعلته، فأخبره بأنه قال بأنه لن يطيق صبرا معه، وعندما وصلوا إلى البر وجدوا مجموعة من الفتيان فقام العبد الصالح بقتل أحدهم، فأنكر نبى الله موسى عليه السلام على العبد الصالح فعلته.
فذكره بأنه قال له بأنه لن يطيق صبرا معه، وقال له أيضا بأنه في المرة الثالثة سيكون فراق بينهما إن أنكر عليه أمرا آخر، وبعد ذلك مضيا في رحلتها، فوجد العبد الصالح جدارا يريد أن ينهار فعمل على إقامته من جديد ولم يتخذ أجرا على ذلك، وهنا أنكرنبى الله موسى عليه السلام على العبد الصالح فعلته للمرة الثالثة، وهنا أخبره العبد الصالح بأن هذا فراق بينهما وأنه سيخبره عن سبب كل ما فعله في الرحلة التي كان النبي يوشع بن نون شاهدا عليها، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان هناك ملك ظالم يأخذ السفن الجيدة غصبا فأحدث فيها ثقبا كي تبقى لأصحابها، وأما الغلام فقد كان كافرا، وخشي أن يُعذب والديه بفعائله، وأما الجدار فقد كان تحته كنز لطفلين يتيمين فجاءه الأمر ببنائه.
حتى يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما بأمر الله، وهنا علم نبى الله موسى عليه السلام بأن أمر الله ماض في الخلق، وأن أقداره لا يعلم أثرها سواه، وأن الدروس المستفادة من قصة النبي يوشع بن نون ونبى الله موسى عليه السلام مع العبد الصالح أن الإنسان يجب أن يكون صبورا على العلم، وأن لا يستبق الأحداث، وأن لا يدعي الكمال في العلم مهما وصلت درجته العلمية في أي تخصص كان، فالحياة مدرسة للتعلم وقد يتعلم الإنسان من الصغار أو الكبار أو من أي موقف من المواقف التي يعايشها في حياته، وأن الله سبحانه وتعالى أرحم الناس بعباده، وأنه قد يُخفي عن عباده أقدارا ستجلب لهم الخير فيما بعد، وعلى مدار التاريخ الدينى.