المقالات

السعادة والنعيم مطلب كل إنسان 

السعادة والنعيم مطلب كل إنسان 

السعادة والنعيم مطلب كل إنسان 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 6 يناير 2025

السعادة والنعيم مطلب كل إنسان

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إنه يستحب للإنسان إذا رأى أحدا حزينا أن يسأله عن ذلك، فالنبي صلي الله عليه وسلم كان يسأل من يلقى من أصحابه إذا كان حزينا أو مهموما فربما كانت له حاجة فيقوم بقضائها أو هم يقوم بتفريجه أو كربة يقوم بتفريجها، ولا يقوم بذلك إلا غني الخلق عظيم الكرم في الأدب كما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكان النبي صلي الله عليه وسلم يخطب على جذع، فلما وُضع له المنبر وترك الجذع سُمع حنين الجذع له، 

 

نزل فضمّه حتى سكن، ويُسن ضم المحزون زوجة وولدا وبهيمة، أولى من الجماد، وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال ” في النار” فلما قفى دعاه فقال “إن أبي وأباك في النار” رواه مسلم، وهو من حسن العشرة للتسلية بالاشتراك في المصيبة، ونجد ذلك أيضا في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، إذ قالت “فبينا هما جالسان عندي، وأنا أبكي، إذ استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي” فالمواساة رباط إجتماعي وثيق ولا ينسى الإنسان من يواسيه، فإعتنوا بذلك رعاكم الله، وإن السعادة والنعيم مطلب كل إنسان، فكلنا يحب أن يكون له قصر رضي وطعام شهي ومركب وطي وسيارة فارهة وملابس فاخرة وزوجة حسناء جميلة، وهذا هو نعيم الدنيا الذي تعلقت به قلوبنا ولكن يقول تعالي. 

 

” وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين” فإن نعيم الدنيا نراه بأعيننا ونحسه بجوارحنا، لكننا نؤمن أن هناك نعيما آخر هو أعظم وأبقى من هذا النعيم فيقول تعالي ” قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا” نعم إنه نعيم الآخرة، فهل رأينا ذلك النعيم؟ وهل دخلنا الجنة؟ لا، ولكن الجنة تزلف للمتقين وتقرّب إكراما لهم وهم يزفون إليها وفودا مكرمين، فهي أبواب في غاية الوسع والكبر، قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام” فياله من مشهد عظيم، فأبواب الجنة الثمانية تفتح فأين أنت يا ترى؟ ويا ليت شعري من أي باب تدخل؟ فإذا دخلت يا فرحة قلبك والملائكة تناديك ” سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين ” 

 

فتدخل الجنة وتمشي بقدميك على أرضها، فإذا بأرضها ليست كأرضنا، فإنك تمشي على تراب هو الزعفران وتمشي على حصباء هي اللؤلؤ والياقوت، فإنها أرض لها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها، فتدخل في الجنة وإذا هواؤها العليل وإذا ريحها الطيب روح وريحان وإذا قصورها وبساتينها أمامك، فهل تعرف قصرك؟ وهل يحتاج أهل الجنة إلى من يدلهم على بيوتهم؟ لا والله، حيث يقول تعالي ” والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم ” وقال جمهور المفسرين أي بمعني يعرفون بيوتهم في الجنة كما تعرفون بيوتكم في الدنيا، ثم ما بناء هذه القصور؟ أهي كبيوتنا مبنية من الطوب والإسمنت والرخام؟ 

 

لا بل هي كما قال صلى الله عليه وسلم “لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها، أي الطين الذي يوضع بين اللبنات، من المسك الأذفر أي طيب الرائحة، وبناء آخر وهو لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، وبناء آخر هو غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها نسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها يا رب العالمين، أما عن طعام أهل الجنة وشرابهم فهو ألذ وأشهى من طعامنا وشرابنا، فإنه ليس كمطاعمنا الراقية، ولا كبوفيهاتنا المفتوحة، ولكنه كما قال تعالي “وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار