المقالات

الدكروري يكتب عن ظاهرة خطيرة وسلوك مشين

الدكروري يكتب عن ظاهرة خطيرة وسلوك مشين

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

لقد نهي الإسلام عن الغش لما فيه إساءة للإسلام وأهله،

وقد وضح لنا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف ” من غشنا فليس منا ” أي خرج من دائرة الإسلام، وإن الغش ظاهرة خطيرة وسلوك مشين، والغش له صور متعددة، وأشكال متنوعة، ابتداء من غش الحاكم لرعيته، ومرورا بغش الأب لأهل بيته، وغش الخادم في عمله وانتهاء بالغش في التعليم والامتحانات، وحديثي سوف يقتصر على الغش في الامتحانات، والذي أصبح يشكو كثير من المدرسين والتربويين من انتشاره وفشوه وهذا حق، فإن ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب، بل تجاوزتها إلى الثانوية والجامعة والدراسات العليا، فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه وكم من طالب قدم مشروعا، ولا يعرف عما فيه شيئا.

فعلينا جميعا أن تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته وجهده، فالأب في بيته ينصح أبنائه ويرشدهم ويحذرهم بين الحين والآخر ، والمعلم والمرشد في المدرسة والجامعة كل يقوم بالوعظ ، والإرشاد، وكذلك الداعية في خطبه ودروسه، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من خرج فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع” فالمعنى أن ثواب طالب العلم يشبه ثواب الخارج للجهاد في سبيل الله ، وذلك لأن علم الدين سلاح يُدافع به المؤمن الشيطان، ويدافع به شياطين الإنس ، ويدافع به نفسه التي بين جنبيه، وهواه ، ويميز به ما ينفعه في الآخرة وما يضره، ويميز به العمل المرضى عند الله والعمل الذي يسخط الله على فاعله، فبعلم الدين تميز الكفر من الإيمان، وتميز التوحيد من الإشراك، وتميز التنزيه من التشبيه.
وبعلم الدين تعرف أن الله لا يشبه شيء من خلقه، وأن الله تعالى موجود لا كالموجودات، موجود بلا مكان ولا جهة، وبعلم الدين تعرف ماذا تقول ولماذا تقول وتعرف متى تسكت ولماذا تسكت ، وتميز الحلال من الحرام والحق من الباطل والحسن من القبيح، فعلم الدين هو حياة الإسلام فينبغي عليك الاهتمام به تعلما وتعليما فإن أفضل ما تنفق فيه نفائس الأوقات طلب العلم، فإن لم تكن أخي المسلم من أهل الهمة فلا تغفلن تعلم ما أوجب الله عليك تعلمه فإن من علم الدين قدرا يجب على كل بالغ عاقل تعلمه فقد روى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “طلب العلم فريضة على كل مسلم” ويشمل هذا القدر علم التوحيد وما يكون العامل به مؤمنا فهو فريضة على كل مسلم ولا يسع أحدا جهله فإن وجوبه على العموم وليس مقصورا على العلماء.
ويشمل هذا القدر من علم الدين أيضا ما قاله ابن المبارك حين سئل عما يـجب على الناس من تعلم العلم فأجاب بأن لا يُقدم الرجل على الشيء إلا بعلم يسأل ويتعلم فهذا الذى يجب على الناس من تعلم العلم، وقال أحمد بن حنبل يجب على الرجل أن يطلب من العلم ما يقيم به الصلاة وأمر دينه من الصوم والزكاة إن وجبت عليه وذكر شرائع الإسلام قال ينبغي له أن يعلم ذلك، وهكذا يجب على كل مسلم أن يعرف ما يحل له وما يحرم عليه من المآكل والمشارب، والملابس والفروج والدماء والأموال فجميع هذا لا يسع أحدا جهله، ويجب على كل مسلم أن يعرف ما يحل له وما يحرم عليه من المآكل والمشارب والملابس والفروج والدماء والأموال فجميع هذا لا يسع أحدا جهله وفرض عليهم أن يأخذوا في تعلم ذلك.

الدكروري يكتب عن ظاهرة خطيرة وسلوك مشين

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار