الصبر على ترك الشهوات المحرمة
الصبر على ترك الشهوات المحرمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا،
وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم
ثم أما بعد إن هناك أحوال وأمور يتأكد الصبر فيها وهي الصبر على ترك الشهوات المحرمة حيث قال تعالى ”
وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي ” وقال مقاتل “هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها” وكذلك الصبر على الفقر وضيق الحال
حيث قال الله تعالى ” أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما ” وقال محمد بن علي بن الحسين أي بمعني بما صبروا على الفقر والفاقة في الدنيا.
وكذلك الصبر على قتال الكفار، والصبر على الدعوة إلى الله تعالي، والصبر على كلام المخالفين من الكفار وأهل البدع والفساق، والصبر على الأذى الذي يحصل من القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على لأواء المدينة وشدتها
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة” رواه مسلم، والصبر عن الكسب الحرام والتورع عنه لا سيما عند إنعدام الأمانة وكثرة المغريات،
والصبر عند فقد البصر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺤﺒﻴﺒﺘﻴﻪ ﺛﻢ ﺻﺒﺮ ﻋﻮﺿﺘﻪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﻋﻴﻨﻴﻪ” رواه البخاري، والصبر عند فقد الأحبة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” يقول الله عز وجل ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة” رواه البخاري، والصبر على مخالطة الناس
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم” رواه الترمذي،
وكذلك الصبر على المرض حيث قال عطاء بن أبي رباح قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال “هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادعو الله لي
قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها” متفق عليه، وأيضا الصبر على سوء خلق المرأة ومرضها.
حيث قال الله تعالى ” فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ” وقال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية ” هو أن يعطف عليها فيرزق منها ولدا
ويكون في ذلك الولد خير كثير” وصبر المرأة على ظلم الزوج وفقره يرجى لها ثواب عظيم إذا إحتسبت الأجر من الله تعالي وتكون لها العاقبة حسنة في صلاح ولدها وبرهم لها،
وأيضا الصبر على تربية الأولاد وتوجيه الأهل لا سيما مع كثرة الفتن وقلة المعين، وينبغي للمؤمن أن يداوم على الصبر والمصابرة طيلة عمره ويجتهد في التمسك بهذا المقام العظيم ليحافظ على دينه ويسلم من الشبهات والشهوات والفتن
ويلقى ربه على دين الإسلام حيث قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ”
وﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ
“ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ إﺭﺗﻀﺎﻩ الله ﻟﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻼ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﺴﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﻟﻀﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﺷﺪﺓ ﻭﻻ ﺭﺧﺎﺀ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮﺗﻮﺍ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺎﺑﺮﻭﺍ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ يكتمون ﺩﻳﻨﻬﻢ.