مقالات دينية

الدكروري يكتب عن الصحابة والبحث عن وطن جديد

الدكروري يكتب عن الصحابة والبحث عن وطن جديد

الدكروري يكتب عن الصحابة والبحث عن وطن جديد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن هجرة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي المدينه الكثير فقيل أنه بعد الإزاء والابتلاءات في مكة أذن الله تعالى لأتباع النبى صلى الله عليه وسلم، الهجرة إلى المدينة المنورة، فلم يكن أمام المسلمون آنذاك إلا أصعب الحلول ألا وهو ترك الأهل والديار والبحث عن وطن جديد يؤويهم، وقد يكون أقرب وصف لوضع المسلمون حينئذ هو اللاجئون بلغة عصرنا هذا، وكان بدء خروجهم إلى يثرب في مطلع السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية الشريفة، إلا أن هروب المسلمون لم يعجب قريش التي لم تكف أذاها وأبت أن تترك المسلمون في سلام فأخذت تطاردهم حتى قتلت من قتلت ومنعت البعض من أخذ أموالهم وممتلكاتهم وعملت على تضييق الخناق عليهم بشكل عام.

 

ولذلك كان خروج المسلمون من مكة يتم في الليل وفي تخفي خشية من قريش حتى لا تمنعهم من الهجرة، وليسلموا من أذاها حقنا لدمائهم وحتى يتمكنوا من إقامة شعائر دينهم والحياة في سلام، ثم هاجر النبى صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى يثرب في العام الثالث عشر من البعثة وذلك بعد بدء رسالته، وعندما وصل النبى صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة التي أحسن أهلها المسلمون ويسمون الأنصار، استقبال اخوانهم المهاجرين، كان كل تركيزه صلى الله عليه وسلم، في بناء مجتمع إسلامي قائم على المؤاخاة والسلام، فأول ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم، هو بناء المسجد النبوي الذي لم يكن موضعا لأداء الصلوات فحسب بل كان بمثابة جامعا يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام مباشرة من النبى صلى الله عليه وسلم.

 

وكما ألف النبى صلى الله عليه وسلم، بين مختلف قبائل يثرب وعلى الأخص بين قبيلتي الأوس والخزرج، التي لطالما كانت تفتتها الحروب والنزعات في عصر الجاهلية قبل الإسلام، ومع توثيق الرسول لقواعد المجتمع الإسلامي الجديد، بإقامة الوحدة العقائدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، رأى أن يقوم بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان همه في ذلك هو توفير الأمن والسلام والسعادة والخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في عالم مليء بالتعصب والتغالي، وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة سلام وحرية عبادة ودفاع مشترك، ولم يتجه النبى صلى الله عليه وسلم.

 

إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام ولم تكن فكرة الحرب مطروحة، ومع استقرار وضع المسلمون في المدينة ظهرت قريش مجددا على الساحة مهددة ومتوعدة باستئصال المسلمون عن بكرة أبيهم، ولم تكتفي قريش بتهديد المسلمين فحسب بل شمل هذا التهديد أيضا من يعيش معهم في المدينة في سلام، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول بصفته رئيس الأنصار يقولون لهم في كلمات باتة، إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم، وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي بن سلول ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة، وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم، لما يراه أنه أخذ ملكه، وبالفعل جمع من معه من عبدة الأوثان واجتمعوا لقتال المسلمين إلا أن النبى صلى الله عليه وسلم، استطاع احتواءهم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار