المقالات

الطلاق وخراب البيوت

الطلاق وخراب البيوت

بقلم : أشرف عمر

المجتمع العربي يشهد حاله غير مسبوقة من الانفصال الأسري وذلك لأسباب في مجملها تافه ولا تستدعي أبدا إلى وقوع هذا الانهيار الأسري وضياع تلك الأسر ومستقبلها ،وهذا الفشل الأسري يقع في أغلب الأحوال في السنوات الخمس الأولى من تكوين هذه الأسر
،وهذا الأمر يؤكد بطبيعة الحال عدم تمسك كل من الطرفين بالآخر وفي الحفاظ على تكوين تلك الأسر وبقائها واستمراريتها ،وهذا بطبيعته ناتج عن عدة أسباب منها حاله اليأس السريع لدى الشباب من عدم تحمل المسؤولية الخاصه بتلك الاسر، وصعوبه المعيشه لدي الكثير، وعدم وجود دخل مالي ثابت ومنتظم ،وارهاق الاسر لبعضها البعض على الرغم من عدم وجود دخل لدي الشاب عند اتمام عقد الزواج ،والاطماع الماليه التي تحوط ببعض حالات الزواج من كلا الطرفين وبالذات الزوج
،وتعاطي المخدرات والبلطجة الزوجيه، وعدم اخلاص بعض الازواج عاطفيا للطرف الاخر
،وحاله الكراهيه التي تنشأ بين الاسر عند اتمام مراسم الزواج، وتعالي البعض وعدم احترام الاخر، والتدخل المباشر وغير مباشر في شؤون تلك الاسر ، وكذلك ضعف شخصيه الزوج وعدم حرصه علي حمايه اسرته والحفاظ عليها بسبب الضعف في تحمل المسؤوليه واعبائها وضعف وعيه باهميه وعظم التكوين الاسري واحترامها
،وكذلك عدم تحمل كثير من الزوجات لمسؤوليه البيت وشحن الكثير منهن بافكار مغلوطه وتشجيعهما علي التمرد علي بيوتهن
،وتسلط كلا الطرفين وعدم الاحترام لبعضهما البعض بسبب ضعف شخصيه الرجل وعدم علمه الكافي باداره شؤون بيته ولملمه اموره وترويض زوجته وضعف الوازع الديني لدي الطرفين ،وكثير من هذه التصرفات التي تأن بها الاسر ،بما يعجل بانتهاء الرابط بينهما ،وهذا يؤكد في مجمله الي ان مايهدد كيان الاسر في عالمنا العربي امرين الاول هو عدم وجود تربيه اسلاميه واخلاقيه ومجتمعيه صحيحه لكلا الطرفين ،والظروف الاقتصاديه التي تعاني منها الاسر وطريقه عبور الازمات التي تواجهها
،وهذا الامر في يقيني يحتاج الي دراسات وعلاجات عظيمة تقتضي اعاده الاسر الي هدوئها وتماسكها مره اخري ،وان يتم تفعيل دور المدارس وكافه المؤسسات الي تعزيز دورها في التربيه المجتمعيه وتوعيه المواطنين بخطوره هذه الانهيارات الاسريه التي سيكون لها بلاشك تداعيتها الاخلاقيه علي المجتمع وستؤدي الي احجام الكثير عن الزواج ،وانتشار الفواحش.

الطلاق في المجتمعات العربية أصبح يشكل ظاهره خطيرة جدا فقد أصبحت تحسب حالات وقوع الطلاق والانهيار الأسري في كل دقيقة وثانية وهذا أمر خطير ومؤلم وسيؤدي إلى وقوع كوارث اخلاقيه عظيمة تأباها النفس البشرية والأديان السماوية وتفكك أسري ،وعلى الدول التدخل المباشر للمحافظة على كيان تلك الأسر التي أصبحت تنهار لأتفه الأسباب والعمل علي وضع قواعد جديه تمنع انهيارها ،وعلي المجتمع ان يبادر بانقاذ هذه الاسر والحفاظ عليها
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار