***(( حكاية صورة ))***
المرأة والثعبان
وليد حسين عمر
يحكى أنه كانت هناك إمرأة عثرت على ثعبان صغير جائع فقررت أن تنقذه مما يعانيه فأخذته إلى بيتها وآوته وبدأت تطعمه حتى كبر الثعبان وأخذ يعتاد عليها حيث كان يتبعها فى كل مكان تذهب إليه داخل المنزل …
وفى نهاية اليوم كان ينام بجانبها على السرير مستمتعآ بدفئها … مرت السنوات وكبر الثعبان …
وفى أحد الأيام فوجئت تلك السيدة بأن الثعبان توقف فجأة عن الأكل بدون سبب معروف …
حاولت السيدة الرحيمة مع الثعبان كثيرا لكى تجعله يأكل
خوفآ عليه من الموت والهلاك … إلا أن الثعبان كان يرفض
وفشلت جميع محاولاتها معه …
ظل الثعبان على حالته هذه لعدة أسابيع رافضآ الأكل إلا أنه كان مازال يتبعها داخل المنزل نهارا وينام بجانبها على فراشها ليلا…بل وزاد عن ذلك بأن كان يلتف حول جسدها وهى نائمة طمعآ فى الدفئ …
أخيرا…وبعد عدة اسابيع قررت السيدة أن تأخذه إلى الطبيب البيطرى ليفحصه لعله يكون مريضا ويحتاج إلى العلاج ….
– كشف الطبيب على الثعبان ثم التفت إلى السيدة وسألها :
هل لاحظتى أى أعراض أخرى على هذا الثعبان خلاف قلة شهيته وإمتناعه عن الطعام ؟؟
أجابت السيدة : لا
سألها الطبيب ثانية : هل مازال يرقد بجانبك اثناء نومك ليلا ؟؟
اجابت السيدة : نعم فهو متعلق بي كثيرا ويتبعنى أينما ذهبت داخل المنزل ، وينام بجانبى فى السرير كل ليلة …
سألها الطبيب : ألم تلاحظى أنه فى بعض الأحيان يقوم بلف نفسه حول جسدك اثناء نومه بجانبك ؟؟
إندهشت السيدة كثيرآ وقالت للطبيب : نعم … نعم ..
فإنه فى الآونة الأخيرة وأثناء مرضه كان أحيانا يلتف حولى أثناء نومى طمعا فى الدفئ والحنان … وكان حينما أستيقظ يتبعنى بعينه فأهرع لتقديم الطعام له … لكنه للأسف كان يرفض الأكل ويظل فى مكانه …
– هنا تبسم الطبيب وقال لها : سيدتى … إن هذا الثعبان ليس مريضا بل يستعد لإلتهامك !!!
إنه فقط يحاول أن يجوع فترة طويلة حتى يمكنه أكلك
كما أنه يحاول كل ليلة أن يلتف حول جسدك ليس حبا فيك
ولا بحثا عن الدفئ والحنان كما تعتقدين .. إنه يحاول أن يقيس حجمك مقارنة مع حجمه حتى تستوعب معدته وجبة بحجمك إنه يعد العدة للهجوم عليك فى الوقت المناسب ..
فخذى حذرك سيدتى وتخلصى من هذا الثعبان سريعا !!
الخلاصة من القصة:
قد يعتقد البعض أنه يستطيع تغيير من حوله بالحب أو العطف أو الأحسان ..صحيح قد تنجح أحيانا مع بعضهم ..
لكن تذكر أن هناك طبائع تكون متأصلة فى البعض
لا ينفع معها الإحسان ولا تعالجها المحبة ..
وهذه النوعية يكون الإقتراب منها خطر جسيم فهم بلا أصل.
وقد قال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه
” لنا قومٌ لو أسقيناهم العسل المُصفَّى ما ازدادوا فينا إلا بغضاً، و لنا قومٌ لو قطَّعناهم إرباً ما ازدادوا فينا إلا حُباً “
اللهم قرب منا أهل الخير وإبعد عنا أهل السوء ونجنا من كيدهم ومكرهم وشرهم يا أكرم الأكرمين وإحفظ مصر وشعبها وإجعلها كما تستحق أمة عظمى بين الأمم