مقالات دينية

***(( حكاية صورة ))***         من أكل كبد سيدنا حمزة ؟

موطني

***(( حكاية صورة ))***

        من أكل كبد سيدنا حمزة ؟

وليد حسين عمر

 

يحكى أن هند بنت عتبة كانت نائمة فى غرفتها عندما فوجئت بزوجها (الفاكه بن المغيرة) يدخل عليها ثائرا صارخا فيها :”من الذى خرج من عندك الآن” دهشت من ثورته وأنكرت إنها رأت أحدا ولم يصدق الزوج إنكارها وقرر إعادتها إلى بيت أبيها وتركها معلقة على حافة الفضيحة وحاصرتها الألسنة بالأقاويل حتى أن أباها نفسه ضج من كلام الناس وصاح بها :” ماذا أفعل بك لقد تكاثرت الأقاويل علينا إن كان زوجك صادقا دسست عليه من يقتله فتنقطع الأقاويل وإن يكن كاذبا فلنحتكم لكهنة اليمن”

كان من الصعب عليها ان تسترد شرفها بالقتل فالدم سيثبت التهمة عليها لذلك وافقت على تحمل المخاطرة والأحتكام إلى كهنة اليمن لأنها تعلم أن لو أخطأ الكهنة وأثبتوا الأكذوبة عليها سيقتلونها هناك وما أكثر مايخطئون لكنها قررت وذهبت إلى أبيها وأقسمت إنها صادقة وإنها لايمكن أن تفعل ذلك وتمرغ شرف أسرتها فى الوحل 

ذهب أبوها إلى زوجها وأعلن التحدى وإتفقا على الرحيل إلى كهنة اليمن لإثبات البراءة وفى رحلة السفر كانت هند على ناقتها وحيدة وحولها أبوها وإخوتها غير واثقين من براءتها وكانت نسوة بنى عبد مناف ورجالها يسرن حولها ويرمقونها بنظرات فيها كثير من الشكوك وفى الناحية الأخرى كانت إبل “بنى مخزوم” وفى وسطهم زوجها السابق “الفاكه بن المغيرة” وحوله رهط من قومه ولكنها ظلت صامتة طول الرحلة تتلقى نظراتهم بصلابة دون خوف

وأخيرا ظهرت جبال اليمن وأحست إنها ترتجف وإقترب منها أباها الذى لاحظ إهتزازها فسألها فى همس متحفز:” ماذا بك” قالت وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة :”أنا بخير ياابتاه لكنى أعرف إننا نستشير بشرا يخطئ ويصيب”

دخلت هند إلى الكاهن وهى تدرك إنها تقامر إما بالشرف أو بالفضيحة وكان الكاهن عجوزا ووجهه مخيف عندما رأت وجهه هند إرتجفت وإندست بين باقى نسوة بنى عبد مناف ووقف أبوها أمام الكاهن وأشار إلى جمع النسوة قائلا :” إنظر أمر هؤلاء النسوة الجالسات من منهن لها قضية فلتخبرنا عنها ” وكان هذا هو النظام المتبع “

أخذ الكاهن يقترب منهن واحدة فواحدة ويضرب كلا منهن على كتفها ويأمرها بالنهوض دون كلام أى إنها ليس عليها شئ إلى أن وقف أمامها تمهل وتقابلت نظراتهما عرف إنها صاحبت القضية فقال بصوت واضح :”إنهضى غير رسحاء ولا زانية ولتلدى ملكا يسمى معاوية “ومعنى رسخاء اى قليلة اللحم” نهضت هند وإنتصبت قامتها فى السماء وأحست إنها أطول وأعلى من كل من إتهموها ومنذ هذه اللحظة هى أم الملك المنتظر وعليها أن تصون جسدها من أجل أن تحظى بهذا الشرف لذلك لن تدع رجلا لايستحق يلمس جسدها وعندما إقترب منها زوجها السابق ليمسك يدها معتذرا متوسلا أن تعود إلى بيته لكنها نزعت يدها منه قائلة بصوت حازم :”والله انى لأحرص على ان يكون هذا الملك من رجل غيرك” والجدير بالذكر إنها تزوجت بعد ذلك أبوسفيان إبن حرب سيد قريش وأنجبت منه الصحابى الجليل سيدنا معاويه بن أبى سفيان وكان من كتبه الوحى وتولى خلافة المسلمين

وجدير بالذكر أن هند بنت عتبه هى أكلة كبد سيدنا حمزه بن عبدالمطلب عم رسول الله صل الله عليه وسلم فى غزوة أحد وأن زوجها السابق الفاكه بن المغيره هو شقيق الوليد بن المغيرة وهو من سادات قريش والذى انجب سيدنا خالد بن الوليد ( سيف الله المسلول )

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار