قصة

خفايا الروح

جريدة موطنى

  خفايا الروح

ناريمان همامى

 بعد مدة من الزمن ليست بالقليلة أدركت أن لا شيء يستمر فدوام الحال من المحال , وقفت على طرف النهر تشاهد التيار و كان شريط حياتها يمر أمام عينيها كأنها خُلقت البارحة فقط كأن السنوات لم تمر و لم تسهر ليالي و لا تبكي لفشلها و لم تذرف دموع الفرح لنجاحها , وقفت من بعيد تراقب مدينتها و كيف تسير وتيرة أيام ساكنيها ,لم يتغير شيء غير التاريخ فقط الأيام تمر رتيبة على أهل مدينتها البائسة ,مسحت ابتسامة خفيفة على وجهها و زينت ثغرها الصغير و تمتمت حامدة المولى على ما أعطاها من ابتلاءات فلولا تلك الابتلاءات ما بلغت مبتغاها و ما حققت طموحها , فقد زارها شبح الأمل ليلة و طالبها بالتمسك به حتى و إن ٱغلقت كل الابواب في وجهها و مهما صدتها الأمور فقد أمرها طموحها و حبها لتحقيقه بأن تصبر و تصابر و أن تسهر الليالي حتى تبلغ ضالتها فمن أراد العلى سهر الليالي و تنافس مع الظروف و قتل كل بصيص لليأس و حارب الدنيا و ما فيها و هي إمرأة و ما أصعب دنيا إمرأة عربية تحارب المجتمع و القبيلة و العنصرية و الظروف و العائلة و و كل لها بالمرصاد ينتظرون ساعة الإنكسار و الإستسلام , هي إمرأة شرقية لا ترضى بأنصاف الأشياء و لا تقبل بالمشاركة فالنجاح التي سعت له من حقها هي فقط , ليس غرورا أو كبرياء بقدر أنه تعزيز لثقتها في نفسها و في قدراتها فلطلما آمنت قوتها فمن تستطيع أن تخرج من رحمها روحا ارتوت من عروقها أشهرا و تعطيه للحياة هدية سليمة كي تواصل في رسالة انسانية جُنّدت من أجلها , تقدم و تضحي و تسهر ليالي شتويتة تمطرها المشاكل و الصعوبات من كل مكان تنسيه مواعيد راحتها ,ترتوي و تعيش من طموحها و له تستقيت منه كي تكسب قوة تحمل تجعلها تمضي قُدما دون تراجع أو تردد , أهدافها سر قوتها و سبيل هداها لنيل ما تتمنى .

خفايا الروح

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار