الدكروري يكتب عن دعائم الدولة الإسلامية العباسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن خلفاء الدولة العباسية، ونذكر بأن نسب العباسيين الذين تمكنوا من أخذ الخلافة الإسلامية من الدولة الأموية، والعباسيون يُنسبون إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم،أي إنهم يرجعون في نسبهم إلى أهل البيت، وقد ذكرت المصادر التاريخية أن العباسيين وصلوا إلى السلطة بدموية، وهذه الدموية ظهرت من خلال فتك العباسيين بكل سلالة بني أمية، فأبو العباس السفاح كان هو أول الخلفاء العباسيين حيث قام بملاحقة وقتل كل من ينتمون إلى البيت الأموي للقضاء على كل آثار الخلافة الأموية، ليأتي بعده أبو جعفر المنصور الذي استطاع أن يقوي دعائم الدولة العباسية.
والذي أنشأ مدينة بغداد وجعلها عاصمة للخلافة العباسية، وأما ذروة قوة الدولة العباسية فقد كانت في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي استلم الخلافة ثم جاء بعده ابنه المأمون الذي اهتم بالفن والأدب والثقافة، حتى أن بغداد عاصمة العباسيين آنذاك أصبحت مركزا للعلوم في العالم، وكان العصر العباسي الأول هو العصر الذي يمثل المراحل الأولى لقيام الخلافة العباسية، وهو أحد أبرز العصور الإسلامية في التاريخ الإسلامي، ففي هذا العصر استقر وضع الدولة الإسلامية وازدادت حركة الفتوحات الإسلامية بعد أن هدأت في زمن الأمويين، وفي هذا العصر أرسى الخلفاء العباسيون الأوائل، مثل أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور دعائم الدولة العباسية.
وقد برز في هذا العصر مجموعة من الأدباء والشعراء والفلاسفة والمؤرخين الذين اعطوا الحركة الثقافية في هذا العصر نشاطا ورقيا، كما تميز هذا العصر باتساع رقعة الدولة العباسية بسبب الفتوحات التي قام بها الخلفاء العباسيون، ومن أشهر خلفاء العباسيين في العصر العباسي الأول عبد الله بن محمد بن علي المعروف بالسفاح، وهارون الرشيد، وأبو جعفر المنصور، والمأمون، وهارون الواثق بالله، وكانت الفترة الأولى من خلافه الخليفه أبو جعفر المنصور، فلم تكن الدولة العباسية حين تولى أمرها ثابتة الأركان مستقرة الأوضاع، بل كانت حديثة عهد، يتربص بها أعداؤها، ويتطلع رجالها إلى المناصب الكبرى، وينتظرون نصيبهم من الغنائم والمكاسب، ويتنازع القائمون عليها من البيت العباسي على منصب الخلافة.
وكان على الخليفة الجديد أن يتصدى لهذه المشكلات التي تكاد تفتك بوحدة الدولة، وتلقي بها في مهب الريح، وكان أول ما واجهه أبو جعفر المنصور ثورة عارمة حمل لواءها عمه عبد الله بن علي الذي رأى أنه أحق بالخلافة من ابن أخيه، فرفض مبايعته، وأعلن التمرد والعصيان، وزعم أن أبو العباس السفاح، أوصى بالأمر له من بعده، واستظهر بالجيش الذي كان يقوده في بلاد الشام، وقد لجأ الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور إلى المدينة واتباع الطرق السلمية في علاج الموقف، فبعث إلى عمه رسائل عدة تدعوه إلى الطاعة وترك العصيان، لكنه أعرض عن دعوته وركب رأسه وأعماه الغرور، فلم يجد المنصور بدا من الاستعانة بالسيف، وأرسل له قائده أبو مسلم الخراساني.
على رأس جيش كبير، فتمكن بعد عدة معارك من هزيمة عم الخليفة المتمرد هزيمة ساحقة، فاضطر إلى الفرار والاختباء عند أخيه سليمان بن علي والي البصرة، ولما علم الخليفة أبو جعفر المنصور بخبره احتال له حتى قبض عليه، وألقى به في السجن حتى توفي.