مقالات دينية

آخر خطبة لأمير المؤمنين عمر

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن آخر خطبة لأمير المؤمنين عمر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن زهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن حياته ومولدة، وقد ذكر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعض ما قاله عمر بن الخطاب في خطبة الجمعة الموافق واحد وعشرين من شهر ذي الحجة من عام ثلاثه وعشرين من الهجره وهي آخر خطبة له، قال إني رأيت رؤيا، لا أراها إلا حضور أجلي، رأيت كأن ديك نقرني نقرتين، وإن قوما يأمرونني أن أستخلف وأعين الخليفة من بعدي، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، ولا الذي بعث به نبيه، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضي، وكان عمر رضي الله عنه لا يأذن للسبايا في الأقطار المفتوحة.

 

بدخول المدينة المنورة، عاصمة دولة الخلافة، فكان يمنع مجوس العراق وفارس، ونصارى الشام ومصر من الإقامة في المدينة، إلا إذا أسلموا ودخلوا في هذا الدين، وهذا الموقف يدل على حكمته وبعد نظره، لأن هؤلاء القوم المغلوبين المنهزمين حاقدون على الإسلام، مبغضون له، مهيئون للتآمر والكيد ضد الإسلام والمسلمين، ولذلك منعهم من الإقامة فيها لدفع الشر عن المسلمين، ولكن بعض الصحابة رضي الله عنهم، كان لهم عبيد ورقيق من هؤلاء السبايا النصارى أو المجوس، وكان بعضهم يلح على عمر بن الخطاب أن يأذن لبعض عبيده ورقيقه من هؤلاء المغلوبين بالإقامة في المدينة، ليستعين بهم في أموره وأعماله، فأذن عمر لبعضهم بالإقامة في المدينة، على كره منه ووقع ما توقعه عمر.

 

وما كان حذر منه، وقال عمرو بن ميمون إني لقائم، في الصف ينتظر صلاة الفجر، وما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس، غداة أصيب، وكان إذا مرّ بين الصفين، قال استووا، فإذا استووا، تقدم فكبّر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، وذلك حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبّر، فسمعته يقول قتلني، أو أكلني، الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، ومعنى كلمة علج هو الكافر من بلاد العجم، وكان لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه بُرنسا، فلما ظن القاتل أنه مأخوذ نحر نفسه، وعندما مات الفاروق كانت صدمه كبيره وإن القوم قالوا.

 

“لوددنا أن الله زاد في عمرك من أعمارنا، من محبّتهم له رضي الله عنه، فلما علم عمر أن الذي قتله عبد مجوسي قال “الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجّني عند الله بسجدة سجدها قط ” وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال “لا تعجلوا على الذي قتلني، فقيل إنه قتل نفسه، فاسترجع عمر، فقيل له إنه أبو لؤلؤة، فقال الله أكبر” وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه للصلاة بالناس، فمن يلي عمر، فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله.

آخر خطبة لأمير المؤمنين عمر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار