قصة

دمعة حصان

جريدة موطنى

دمعه حصان

بقلم / محمود عبد الفضيل

بعد سنوات طويلة من نأسيسه لإسطبل الخيول في نزله السمان قرر الأمير العربي تصفية أعماله في مصر وبيع جميع ممتلكاته من فيلات وشاليهات وأصول ومن ضمن ما قرر بيعه هو إسطبل الخيول الذي يقع في منطقه سباحيه رائعة بالقرب من أهرامات الجيزة. فرغ الأمير من بيع كل الممتلكات وتحويل أمواله إلى أحد البنوك ولم يتبقى غبر حصان وحيد فشل في بيعه لكبر سنه فهو أكبر الخيول سنا ومن أوائل الخيل التي اشتراها الأمير في بداية تأسيس الإسطبل

كان يطلق علي هذا الحصان اسم عنبر حضر معه الكثير من مسابقات الفروسية في العديد من دول العالم وحصل علي العدبد من الجوائز العالمية وشارك في الأولمبياد. عنبر لم يكن حصان عادي فهو خيل عربي أصيل غير مهجن وله شهادة تثبت ذلك كما كان جميل الشكل ذات ذيل طويل ناعم متناسق دربه مدربين أكفاء على قفز الموانع وتدريبات السرعة وكم حاول كثير من المتخصصين والأمراء شرائه بأسعار خيالية ولكن الأمير رفض بيعه بأي ثمن بل كان هو الحصان المفضل للأمير خلال زياراته المتكررة للإسطبل وكان يطلب من السايس إعداد عنبر للضيوف ذات الحيثية القوية و المقربين جدا للامير لركوبه في رحلات السفاري بمنطقه سقاره.

كما كان السرج الخاص بعنبر يستورد من الخارج مع رعاية صحية كاملة من طقم بيطري علي أعلى مستوى ونظام غذائي صحي لجميع خيول الإسطبل وبالأخص عنبر الذي كان يطلق عليه السياس اسم الحصان المدلل للأمير. بدا نجم عنبر بالأفول عندما أصيب في أحد سباقات قفز الحواجز مما أدى إلى كسر ساقه وتم علاجه في تلك الدولة بمبالغ كبيرة ولكنه لم يعد قادر على القفز أو الرمح كما أن الإصابة تركت أثر في قدمه جعلته بسير ببطء وعرج خفيف مما جعله غير صالح لدخول مسابقات جمال الخيول التي تقام سنويا في أحد الدول الأوروبية والتي كان بشارك فبها بانتظام .

عرض الأمير عنبر للبيع أكثر من مرة ولكن الجميع رفض شرائه للإصابة وكبر سنه غير مهتمين بأنه حصان عربي أصيل له شهاده وجواز سفر معتمد كل هذا لم يعد يهم.

سافر الأمير وترك عنبر هديه للسايس الذي أخذ مكافأة كبيرة من الأمير وقرر أن يستثمرها في مشروع لكسب قوت يومه

وقرر ان يشتري عربه كارو وأن يجعل عنبر يسحبها إلى أحد أسواق الخضار لتحميل الفاكهة والخضروات وبيعها في الشارع

تألم عنبر من هذا الوضع فبعد أن كان الحصان المدلل لأمير ويسافر لجميع الدول ويشارك في المسابقات ويرتدي سرج مستورد أصبح يجر عربه خضار يطوف بها الشوارع والحارات في أجواء حارقة أو برد ومطر شديد وهو كبير السن ومصاب في قدمه. كان يتألم وهو يجر العربة المكدسة بالأقفاص الخشبية التي تمتلئ بالمحاصيل المختلفة ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم أحس بالمرارة بعد أن تبدل به الوضع

وكم كان السايس قاسيا عليه بعد أن كان يعامله برفق في الماضي لم يرحم كبر سنه واصابته فعلى الرغم من تحميل المحاصيل من أسواق الجملة بالنهار إلا أنه في الليل يستخدم العربة في نقل قمامة الحي الذي يسكن فبه مقابل مبالغ مادية أو مخلفات مباني

وفي الأعياد يصطحبه السايس إلى منطقه الهرم لتأجيره لزوار المنطقة كرحلة سياحية واصبح يمتطيه من يدفع للسايس أجر الركوب. كم كان عنبر يعاني وهو يقف ليلا في انتظار البرسيم أو التبن للعشاء والنوم في مكان غاية في السوء والعشوائية وتدمع عيناه في كل لحظه يتذكر فيها الماضي الجميل ويطلق صهيله في وسط الليل يشق الظلام وكأنه صرخة ألم واستغاثه من هذا الوضع الذي لم يعد يتحمله

حتى آتي اليوم الذي دخل عليه السايس لاصطحابه فوجده نائما على الأرض أدرك اليايس أن عنبر مات لأن الخيول تنام واقفة

رفعه السايس علي عربه كارو استعارها من أحد أصدقائه

واتجه بجثمان عنبر إلى مثواه الأخير وتم إلقاءه في الترعه

وعاد السايس ليشتري حمار بسعر ارخص وتكلفه اقل

دمعة حصان

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار