دنيا ودين

 رسول الله ودرجة الصائم القائم

جريدة موطنى

 رسول الله ودرجة الصائم القائم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، وهو صلى الله عليه وسلم الذي تمر عليه الأيام ليبلغ من العمر عشرون عاما ليشهد حربا وقعت في شهر حرام فتُسمى بحرب الفِجار وقد وقعت تلك الحرب سوق عكاظ بين قريش ومعهم كنانة وبين قيس عيلان فاصطف القوم ووقعت حرب ضروس وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يجهز النبل للرمي وكثر القتل في الطرفين حتى رأى عقلاء القوم أن وضع أوزار الحرب والاصطلاح خير من الملحمة فهدموا ما بينهم من العداوة والشر وعلى أثر ذلك حصل حلف الفضول وإنه حلف الخير والعدالة، تداعت إليه قبائل من قريش في ذي القعدة وكان اجتماعهم في دار عبد الله بن جدعان التيمي. 

فتعاهدوا وتعاقدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه وشهد هذا الحلف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقال عنه بعد أن أكرمه الله بالنبوة صلى الله عليه وسلم ” لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت” ولا عجب في ذلك فهو نبي العدالة والرحمة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لقد سئلت السيده عائشة رضي الله عنها، كيف كان خلق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقالت كان خلقه القرآن، فلقد كان عاملا بأخلاق القرآن وآدابه، وذلك أن القرآن الكريم أنزل للتدبر والعمل به. 

فكان أولى الناس وأولهم عملا به وامتثالا لأوامره هو سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد حث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الأخلاق، فعن أبي ذر الغفارى قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن “وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ” رواه أبو داود، وعن عبد الله بن عمرو أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” إن خياركم أحاسنكم أخلاقا ” رواه البخاري، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت. 

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ” رواه أبو داود، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن، وإن الله ليَبغض الفاحش البذيء ” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء “واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ” رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها ” وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها، ولكن فقد أخبرنا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال. 

” سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة ” قالوا ” من الرويبضه يارسول الله؟” فقال صلى الله عليه وسلم ” التافه يتكلم في أمرالعامة ” رواه أصحاب السنن.

 رسول الله ودرجة الصائم القائم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار