المقالات

سارقو التاريخ 1 جذور المصريين

جريدة موطني

سارقو التاريخ 1 جذور المصريين

فرج احمد فرج
باحث انثوبولوجيا
سبتمبر 2023 

الأنثروبولوجيا فى مصر.. تاريخ دراسة الإنسان فى أرض الحضارة
نلقى الضوء على كتاب “الأنثروبولوجيا فى مصر1900-1967 الثقافة، الوظيفة، الإصلاح” من تأليف نيكولاس س هوبكنز ومن ترجمة فريال غزول، والصادر عن المركز القومي للترجمة
يتخذ تاريخ الأنثروبولوجيا فى مصر نهجًا متعثرًا وهشًا، لقد جذبت مصر دوما الأنثروبولوجيين وأسهمت بدراسات ممتازة فى هذا المجال، إلا أن هذا الحقل العلمي لم يكتسب جذورًا راسخة ولم ينتشر على مستوى المؤسسات ولم يطور قابلبة إنتاج جيل صاعد من الأنثروبولوجيين فى مصر، فالأنثروبولوجيا فى مصر لم تنتج تراكما ونحاول عبر رصد الأنثروبولوجيا من بداياتها فى القرن العشرين إلى حرب 1967، توضيح أساساها وظروفها. لقد كانت الستينيات من القرن العشرين لحظة انقلاب فى الأنثروبولوجيا، لا في مصر فحسب بل فى العالم كله، حيث تحولت بؤرة التركيز من المنظور الوظيفي إلى المنظور الماركسي، ثم بعد ذلك إلى منظور ما بعد الحداثة .
ويحق أن نتساءل: ما الأنثروبولوجيا؟ وما الذي يميزها عن علم الاجتماع أو الجغرافيا أو الفلكلور؟ تتخصص الأنثروبولوجيا فى الدراسة المقارنة للبشر من وجهة نظر اجتماعية وثقافية وأحيانا بيولوجية. وهي تركز على الجماعة لا الفرد، أو على الأصح تركز على الفرد المندمج فى الجماعة. وما بين الفرد والجماعة نجد المؤسسات التي توفق بين أفراد بمجموعة من المعايير الثقافية التي تتخلل المؤسسة، وعلى سبيل المثال: العائلة أو الجامعة. وتتعامل الأنثروبولوجيا باعتبار المؤسسات المتعددة التي تعكس النسق الاجتماعي أو المعايير الثقافية تتراسل مع بعضها بحيث إن كل مؤسسة تساهم فى فهم المؤسسات الأخرى وإدراكها . إلا أن الجماعات تتشكل من أفراد، وأفعال الأفراد تأخذ بنظر الاعتبار وفى آن واحد الإطار وتعديل هذا الإطار أحيانا، فما من أحد أسير الإطار.
وقد تأسست فى مصر فروع علمية عديدة مرتبطة بالأنثروبولوحيا ولكن خارج السياقى الجامعي ومما لا شك فيه أن علم المصريات كان مهما فى مصر منذ تاريخ مبكر، وعلى أقل تقدير منذ احتلال نابليون بونابرت ووصف بعثته العلمية لمصر ، كما أن الجغرافيا والاقتصاد استفادا من الرعاية الملكية المبكرة.
‎يقدم هذا الكتاب رواد الأنثروبولوجيا فى مصر فى القرن العشرين وتحديدًا خلال الأعوام (1967-1900 ) والذين أسهموا بدراساتهم الميدانية وأعمالهم الأكاديمية فى كتابة فصل مميز فى تاريخ العلوم الاجتماعية مركزين على مصر ووادى النيل، موظفين المنظور الثقافى والوظيفى والإصلاحى فى تلك الدراسات.
‎وعلى اختلاف جنسياتهم ومراجعهم ومناهجهم شاركوا فى إضاءة الثقافة المصرية كما يعيشها الناس فى القرى و المدن فى الصحراء وفى الواحات بعلاقاتها المركبة؛ حيث تتشابك القيم التقليدية بالتعليم الحديث وتتداخل علاقات القرابة بالبنية الاقتصادية وتتقاطع الأبعاد الأخلاقية بالمكانة الاجتماعية.
‎تتناول هذه الدراسة بدايات الأنثربولوجيا فى مصر و تطورها على يد أنثروبولوجيين مثل وينفرد بلاكمان و هانس فينكلر و إدوارد إيفانز –بريتشارد واّرثر هوكارت وعلى عيسى ومحمد جلال وهنرى عريوط وعباس عمار ثم استكمال المسيرة على يد حامد عمار و أحمد أبو زيد وجاك بيرك وليلى الحمامصى وسيد عويس وغيرهم.
‎ويختتم الكتاب باستشراف المستقبل الفكرى للأنثربولوجيا فى مصر و تجربة الأقطار العربية الأخرى فى مجال الانثربولوجيا الاجتماعية.
لماذا من وقت لاخرنتعرض لجماعات لا ..هم لها غير محاولات لطمس الهوية المصرية تحت دعاوي ان من بني الاهرامات ليسوا مصرين حتي وصل بهم الحد ان يدعوا ان بناة الاهرامات من كواكب اخري ومخلوقات من عوالم لا نعلمها واخريين يشككوا في الاصول العرقية للمصريين وما هم الموجودين الان ليسوا اصليين بل غزاة- مما جعل كثير من العلماء والمفكرين يتسالون من نحن؟
هذا التساؤل يقودنا ولا شك إلى الحديث عن بعض من الصراعات والتحديات، وليست كلها بداية من أحمس والهكسوس والنزاع المصرى – الفارسى والصدام المغولى والحملات الصليبية والغزو العثمانى والحملة الفرنسية والاحتلال الإنجليزى والصراع المصرى – الإسرائيلى نهاية بمحور أهل الشر، وعلى هذا فإن الشخصية المصرية التى تتسم بالجلد والصبر والقوة والقدرة على التحمل والاحتفاظ بالصبغة المصرية التى تكونت من خلال سبعة انتماءات (طبقات) وهى: مصر القديمة، اليوناني- الرومانى، القبطى، العربى، الإسلامى، البحر المتوسط، الإفريقى، مثلت تلك الانتماءات (الطبقات)الهوية المصرية الضاربة بأعماقها فى جذور التاريخ .
الانتماء المصرى إفريقيا:
مازالت هناك النظرة الإفريقية السلبية التى تفرق بين الشعوب فى شمال إفريقيا وقلبها وجنوبها.
لقد توفرت للشخصية المصرية عوامل جغرافية (بحكم المكان) وعوامل تاريخية (بحكم الزمان) أفرزت ولاشك هوية متفردة غير مسبوقة وصبغة نادرة الوجود.
الهوية هي الحدود التي تحافظ على وجودنا كأفراد داخل منظومة ثقافية بمفهوم واضح للذات والمعنى، والتي نقدر من خلالها مواجه الحياة بشغف لمواجهة الادعياء وسارقو التاريخ
في بداية القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الأولى، زادت النقاشات القومية والوطنية في العالم، واندفع المصريين يطالبوا باستقلالهم فجاء رد المستعمر الإنجليزي، بسؤال؛
ما هي مصر؟.
سؤال وصفه المفكر والأديب المصري، توفيق الحكيم، في كتابه “مصر بين عهدين” بإنه “المؤلم ذي الإجابة العسيرة على زعماء مصر الذين فوجئوا بالجانب الإنجليزي يتحدث عن تبعية بلدهم سياسيًا للدولة العثمانية وحضاريًا حسب الدين واللغة للعرب”.
طرح طه حسين في كتابه “مستقبل الثقافة في مصر” السؤال ده، فمأنكرش علاقة المصريين بالشرق الإسلامي ولكن أكد إن هويتهم أقرب لثقافات البحر المتوسط، وجادل في مفاهيم الاستفادة من التجربة الغربية بالشكل اللي يناسب أيديولوجيات الثقافة المحلية. بنظرة متأنية لتاريخ مصر الطويل ورصيدها الهائل الضخم؛ حيث تبلغ مصر من العمر المكتوب والمسجل ما يقرب من ٥٠٠٠ سنة قضت منها ۳٠٠٠ عام وهى دولة ومملكة وإمبراطورية وتسود العالم القديم فى أوج فترات قوتها وازدهارها، وفى عز فترات ضعفها وانهيارها كانت هى محور الدنيا القديمة والآخرون تابعين لها حتى فى فترات الاحتلال كانوا واقعين تحت تأثيرها الثقافى والحضارى برغم كونهم غزاة .
باقى الفترة الزمنية ومدتها ۲٠٠٠ عام قضتها مصر كولاية تابعة لإمبراطوريات عديدة وأجناس متعددة الثقافات والحضارات، إلا أن مصر وفى عز تبعيتها للآخرين كان لها وضع خاص ومتفرد يكاد يكون شبه مستقل كولاية فى عهد ]البطالمة – العباسيين “الطولونيين – الإخشيديين”وكدولة فى عهدالفاطميين – الأيوبيين – المماليك وكإمبراطورية فى عهد العثمانيين وكمملكة شبه مستقلة إبان الاحتلال الإنجليزى .
فرعوسارقو التاريخ 1 جذور المصريينسارقو التاريخ 1 جذور المصرييننى + يونانى /رومانى + مسيحى + مسلم + عربى + بحر متوسط + إفريقى = مصرى ١٠٠%
وفي حرب ضروس يقودها اصحاب المصالح الشخصية والمشككين ومروجي الاشاعات يدعي البعض ان اصل بناة حضارتنا الخالده كانوا يهودا .. او سودا … او من قوم عاد…. او نوبيين او غيرهم.. حتى ادعى البعض من مرضى العقول ان بناة تلك الحضارة من كوكب خارجي وليسوا ارضيين ؟؟

فكان لزاما علينا أن نقدم بحث تشريحياً كاملاً عن اصل الانسان المصري القديم وخصائصة التشريحية من خلال دراسة المومياوات والبقايا العظيمة
الحملة التي تتبناها مؤسسات اعلامية ضخمة بوسائل سمعية وبصرية وافلام وبرامج تليفزيونية ومسلسلات متتابعة الاجزاء والحلقات مثل فيلم كليوباترا وتبني نتفليكس برامج تاكيد حركة الأفروسينتريك ان بناة الحضارة المصرية هم من الزنوج .
أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،

إنه بشأن سلسلة الأفلام الوثائقية التي أعلنت منصة «نتفليكس» عن إطلاقها خلال الفترة الماضية وفي مقدمتها عرضًا لفيلم «الملكة كليوباترا»

وتظهر فيه البطلة التي تؤدي دور الملكة «كليوباترا السابعة» بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون،

فإن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة.

الملكة كليوباترا السابعة، تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك بطليموس الأول،

وهو أحد القادة المقدونيين بجيش الأسكندر الأكبر، والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة الأسكندر وأسس الأسرة البطلمية،

وتزوج بطليموس الأول من الملكة برنيكي الأولى، ذات الأصول المقدونية أيضا،

وأنجبا الملك بطليموس الثاني، حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر،

وصولا للملكة كليوباترا السابعة وأخيها بطليموس 14، محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.

ما حركة «الأفروسينتريك»؟
هى حركة عنصرية بغيضة توجد بشكل كبير فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية التى ينتشر بها بعض من الجماعات ذات الأصول الإفريقية.

وكرد فعل للتفوق الحضارى الغربى الحديث،

ونتيجة لما عانى منه الأفارقة من استعباد وعنصرية واضطهاد فى الغرب،

خصوصًا فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ ونظرًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة فى مواجهة حضارة الغرب الحديث، وكنوع من إثبات الذات والتفوق الحضارى، ادعى أصحاب تلك الحركة أن أصل الحضارة المصرية إفريقى فقط، وأن الأفارقة هم من بنوا الحضارة المصرية القديمة،

وأن أجدادنا المصريين القدماء لا علاقة لهم بها، ولم يكن لهم أى دور فى بناء الحضارة المصرية القديمة العريقة.

ويدعى أولئك أيضًا أن موطن المصريين القدماء الأصلى هو شبه الجزيرة العربية،

وأننا تركناها إلى مصر، وهاجمنا الأفارقة، واحتللنا مصر، بلدهم،

وطردناهم منها، وأننا- المصريين- دخلاء على الأرض وعلى الحضارة، كما يدعون جهلًا وعنصرية وكذبًا.

ويدعو أولئك المدعون إلى العودة إلى الجذور، أى العودة إلى وطنهم الأصلى،

أى مصر، أرضنا الخالدة المباركة. وكى يوهموا العالم بصحة ادعائهم، يغيرون من شكل التماثيل والمناظر المصرية القديمة،

ويظهرون وجوه المصريين القدماء بلون أسود للإيحاء بأن أصلهم إفريقى بكل كذب واحتيال.

وينشرون تلك الصور ذات الوجوه السوداء فى كل كتاباتهم ومعارضهم بالخارج.

حركة الأفروسينتريك التى ظهرت من سنوات وتزداد انتشارًا ومدعومة من جامعات ومؤسسات أمريكية ومعادية. تصدر توصيات بأن الحضارة المصرية هى حضارة الأفارقة، وأنهم هم أصحاب الأرض المصرية، وأن مصر الحالية هى وطنهم الأصلى، مما يعنى أنهم هم بناة الحضارة المصرية العظيمة، وهم أصحاب أرض مصر، ويحق لهم العودة للأصل أو لجذورهم،
وعلينا أن نرد وندافع عن حقوقنا الواضحة ونواجه ادعاءاتهم الكاذبة.
والا نسمح لهم بمناقشة أصلًا بأن الحضارة المصرية إفريقية. و يجب أن نعقد مؤتمرًا علميًا عالميًا يضم العلماء المصريين والأجانب الثقات والمتخصصين فى التاريخ والآثار وعلم الإنسان للرد على أولئك الأدعياء،

وفضح ادعاءاتهم الكاذبة ضد مصر العظيمة وحضارتها الخالدة،

وتوضيح الحقائق التاريخية للعالم كله؛ وذلك لإيقاف نشاط حركة الأفروسينتريك المعادية ضد الحضارة المصرية. مصر القديمة هى التى علمت العالم.
فرج احمد فرج
باحث انثوبولوجيا
سبتمبر 2023 

سارقو التاريخ  جذور المصريين 

سارقو التاريخ 1 جذور المصريين

سارقو التاريخ 1 جذور المصريين 

  1. سارقو التاريخ 1 جذور المصريين

سارقو التاريخ 1 جذور المصريين

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار